responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان    جلد : 1  صفحه : 116

كذلك تجعلها بسملةً لنفسها ، كالدرهم الواحد في أحد نصب الزكاة ، فإنّه كما يصدق أنَّه زكاة لما انضمَّ اليه ، كذلك يصدق أنَّه زكاة لنفسه ، ولكن لا يخلو من خدش وتأمّل. أو نمنع الدور والتسلسل بانقطاع السلسلة ولو بانتهائها إليها ؛ لأنّ ما يوجد بالغير لا بدّ أنْ ينتهي إلى الموجود بالذات كوجود الأشياء المنتهى إلى وجود الواجب بنفسه ، ودسومة الأشياء المنتهية إلى دسومة الدسم بالذات ، وإليه الإشارة بقوله تعالى ( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) [١].

وحينئذٍ فابتداء غير البسملة بها ، وابتداؤها بها. ونظيره قول الصادق عليه‌السلام : « خَلَقَ اللهُ المَشِيئةَ بِنَفْسِها ثَمّ خَلَقَ الخَلْقَ بِالمَشِيئَةِ » [٢] على بعض الوجوه في الحديث.

ثمّ إنّ الشّائع على ألسنةِ أصحابنا في هذا المقام هو الاستدلال بالخبر المشهور : « كلّ أمر ذي بالٍ لم يبدأ فيه بِبِسْمِ الله فهو أبتر » [٣].

وهو بهذا اللفظ غير وارد من طرقنا ولا موجود في شي‌ء من كتب أخبارنا ، وإنّما هو من الأخبار العاميّة ، أخرجه المدني وابن مسعود والرهاوي عن أبي هريرة [٤] ، ولعلّه بناءً منهم على ما اشتهر بينهم من التسامح في أدلّة السنن.

وحيث اشتمل على لفظ الابتداء وقعوا في الإشكالين المشهورين ؛ من معارضته بحديث الابتداء بالحمدلة الذي أخرجه أبو داود والنسائي عن أبي هريرة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله [٥] ، ومحالية الابتداء بالبسملة ؛ ضرورة أنَّ الابتداء إنّما هو بالباء فقط ، وسيأتي الجوابُ عن الأول في الكلام على التحميد.

وأمّا الجواب عن الثاني فبما قيل من تنزيل البسملة منزلة البسيط الخالي عن شائبة التركيب ، فيلزم من الابتداء بشي‌ء منه الابتداء به بكماله ؛ وذلك لأنّ الكلّ كما تُلاحظ معه أجزاؤه كذا قد يلاحظ شيئاً واحداً مع قطع النظر عن أجزائه ، وتصير


[١] النجم : ٤٢.

[٢]الكافي ١ : ١١٠ / ٤ ، التوحيد : ١٤٨ / ١٩ ، وفيهما : « خلق الأشياء » بدل « خلق الخلق ».

[٣] تفسير الكشّاف ١ : ٣ ٤.

[٤] الدر المنثور ١ : ٣١ ، وفيه : ( أقطع ) بدل : ( أبتر ).

[٥]الدر المنثور ١ : ٣٥ ، كنز العمال ١ : ٥٥٩ / ٢٥١١.

نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست