نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 114
شرح خطبة الكتاب
شرح البسملة
وحيث قد تمّ ما
أردناه وحصل ما قصدناه ، فلنشرع في المقصود متوكّلين على الملك المعبود ، فنقول :
لمّا جرت عادة السلف الصالح بابتداء مصنّفاتهم بالبسملة والحمدلة والثناء على الله
تعالى بأنواع المحامد والممادح صدَّر كتابه قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه ، وطّيب
ريحه ب ( بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) جرياً على منوالهم الراجح. وإنَّما ابتدءوا بالبسملة لوجوه :
منها
: الاقتداء
بالكتاب المجيد الذي ( لا يَأْتِيهِ
الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ )[١] ، فإنَّها أوَّله ، وأوَّل كلّ سورة منه ، ما عدا براءة
؛ لنزولها بالتهديد والزجر والوعيد ، بل قيل : قد عُوّض عنها في سورة النمل في
قوله تعالى ( إِنَّهُ مِنْ
سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )[٢] ، بل روى العيّاشي عن الصادق عليهالسلام أنَّه : « ما أنزل
الله تعالى كتاباً من السماء إلّا وهي فاتحته » [٣].
وفي ( الكافي )
عن الباقر عليهالسلام : « أوّل كلّ كتابٍ نزل من
السماء : بسم الله الرحمن الرحيم » [٤].
ومنها
: امتثال
الأوامر الواردة عن النبيّ المجيد وآله المعصومين خلفائه على الطارف والتليد ،
الحاثّة على ذلك بما ليس عليه مزيد ، ففي تفسير الإمام عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : « إنّ رسول
اللهصلىاللهعليهوآلهحدّثني
عن اللهعزوجلأنَّهقال
: كلّ أمر ذي بالٍ لم يذكر فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر » [٥].
وفيه أيضاً وفي
( التوحيد ) عنه عليهالسلام : « مَنْ تركها
مِن شيعتنا امتحنه الله بمكروه لينبّهه على الشكر والثناء ، ويمحق عنه وصمة تقصيره
عند تركه [ قول بسم الله الرحمن الرحيم[٦] » [٧] ].