وقد أجمع أهل البيت عليهمالسلام على أنّ أبا طالب رضياللهعنه مات مسلما ، وإجماعهم حجّة على ما ذكر في غير موضع وسبب الشبهة في ذلك أنّ أمير المؤمنين عليّا عليهالسلام كان يعلن نفاق أبي سفيان ، فشكى معاوية ذلك إلى عمرو ومروان وعبد الله بن عامر فقالوا له : إنّ إسلام أبيه أخفى من نفاق أبيك فأظهر كفره ، فجعل يقول : إنّ أبا طالب مات كافرا ، وأمر الناس بذلك ، فصار سنّة.
والقرآن المجيد يدلّ على إيمانه في قوله عزّ وجلّ ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ )[٤] فلو كان عبد الله وأبو طالب مشركين لكان محمّد وعلي ابني نجسين ، وهما الطيّبان الطاهران.
وقال الله تعالى : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ )[٥] قسم بلام التأكيد لناصره ، ولم يكن له ناصر سوى أبي طالب ، والله تعالى إنّما ينصر المؤمنين لقوله : ( وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )[٦].
واستفاض الخبر أنّ جبريل عليهالسلام نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : يا محمّد إنّ الله يقرؤك السلام ويقول لك : اخرج من مكّة فقد مات ناصرك [٧].
تاريخ الطبري : لمّا نثرت التراب على رأس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جعل يقول : ما نالت قريش منّي ما أكرهه حتى مات أبو طالب [٨] ثم لم يستقرّ حتى خرج [ إلى ] الطائف.
وممّا يدلّ على إسلامه أيضا ما رثاه به أمير المؤمنين عليهالسلام :
أبا طالب عصمة المستجير
وغيث المحول ونور الظلم
[١] الروع : الفزع ، والأتراس : جمع الترس بالضم : الجنّة. [٢] المقباس : ما قبست به النار. [٣] المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ٦١. [٤] التوبة : ٢٨. [٥] الحجّ : ٤٠. [٦] الروم : ٤٧. [٧] بحار الأنوار : ج ٣٥ ص ١٥٨ باب ٣. [٨] تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٣٤٤.
نام کتاب : الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم نویسنده : الشيخ يوسف بن حاتم العاملي جلد : 1 صفحه : 218