نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 366
ونزيد هنا بعض الامور الاخرى ، التي وإن كان قد سبق الحديث عن بعضها ؛ ولكنه كان حديثا من زاوية اخرى ، ومن أجل استفادة أمور غير الامور التي نحاول استفادتها منها هنا .. وذلك أمر طبيعي ، ولا يكون تكرارا ما دام أن الواقعة الواحدة قد يكون لها دلالات متعددة ، وافادات مختلفة .. ولذا فإننا نقول :
لماذا على البصرة فالأهواز
إن من جملة الامور التي كانت من جملة خطط المأمون للتأثير على مكانة الإمام (ع) وحتى على معنوياته النفسية .. الطريق الذي أمر رجاء ابن أبي الضحاك [١] قرابة الفضل بن سهل ، والذي كان من قواد المأمون ، وولاته ـ أمره ـ بسلوكه ، عند ما أرسله ليأتي بالإمام (ع) من المدينة إلى مرو مهما كلفه الأمر ..
فقد أمره : أن يجعل طريقه بالإمام « على البصرة ، والاهواز ، ففارس. وحذره كثيرا من المرور على طريق الكوفة ، والجبل ، وقم .. » [٢].
[١] وذكر أبو الفرج ، والمفيد : أن المرسل هو الجلودي ، ولكن الصحيح هو الذي ذكرناه .. إذ من الخطأ أن يرسله المأمون لاحضار الرضا عليهالسلام ؛ لأن ذلك يضر بقضيته ، ويفسد عليه ما كان دبره ؛ لأنه موجب لسوء ظن الرضا عليهالسلام ، والعلويين ، وسائر الناس ، وتنبههم مبكرا لحقيقة الأمر ، وواقع القضية ..
وذلك لأن الجلودي هو الذي أمره الرشيد : أن يغير على دور آل أبي طالب ، ويسلب نساءهم إلخ ما تقدم .. كما أنه كان عدوا متجاهرا للامام ، وقد سجنه المأمون بسبب معارضته للبيعة للرضا عليهالسلام بولاية العهد!! ولعل سر خطأهم هو أن الجلودي كان واليا على المدينة من قبل المأمون ، حين استقدام المأمون للامام إلى مرو ، حسبما جاء في كتاب : الامام الرضا ولي عهد المأمون ص ٣٥.