بانتفاء الموضوع ،
أي يستفاد منها انّ الخبر إذا كان مضمونه في القرآن الكريم ولم يكن موافقا له فهو
زخرف ولا يستفاد منها انّ الخبر إذا لم يكن موافقا للقرآن الكريم من جهة عدم وجود
مضمونه فيه فهو زخرف. وهذا نظير ما لو قيل « عبدي ليس بجميل » ، فإنّ ظاهره ملكه
للعبد ونفي الجمال عنه لا انّه ينفي الجمال من باب انّه لا عبد له أصلا.
ج ـ انّ هذه
المجموعة تدل على انّ كل خبر مخالف للكتاب ولو بنحو العموم والخصوص المطلق فهو ليس
بحجّة بيد انّا لمّا كنّا نجزم بصدور أخبار كثيرة منهم عليهمالسلام مخصّصة له نسبتها
إليه نسبة العموم والخصوص المطلق ـ إذ لم يترك الأئمّة ( صلوات الله عليهم ) غالبا
عاما من عمومات الكتاب إلاّ وخصّصوه بمخصّص ـ فلا بدّ من تأويل المجموعة المذكورة
ومخالفة ظاهرها وحملها على خصوص المخالفة بنحو التباين الكلي أو على المخالفة في
باب اصول الدين مثلا.
ويرده : لا نسلّم
انّ المجموعة المذكورة ظاهرة في عدم حجّية المخالف إذا كانت مخالفته للقرآن الكريم
بنحو العموم والخصوص المطلق كي يلزم تأويلها وحملها على اصول الدين أو التباين
الكلّي وإنّما هي من الأول ظاهرة في الاختصاص بخصوص الخبر المخالف بنحو التباين
الكلّي. والقرينة على الاختصاص المذكور تحاشي الأئمّة عليهمالسلام من نسبة الأخبار
المخالفة إليهم ، والمخالف بنحو العموم والخصوص المطلق لا معنى لإنكارهم له
وتحاشيهم من نسبته إليهم بعد وضوح جريان سيرتهم بشكل واضح على تخصيص عمومات الكتاب
وعدم ترك عموم بلا تخصيص.
إذن المجموعة
المذكورة لا حاجة إلى تأويلها بل هي من الأوّل ظاهرة في