جَمِيعاً
)[١] حيث يدلّ على إباحة كل شيء مخلوق له سبحانه ، فإثبات
الحلّية هو من باب التمسّك بعموم العام عند عدم وجود مخصّص له [٢] وليس من باب أصل الإباحة في كل شيء.
الآية الرابعة
واستدلّ أيضا
بقوله تعالى : ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ
إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ )[٣] بتقريب أنّ المراد من الإضلال في قوله : ( لِيُضِلَ ) أمّا تسجيل القوم
ظالين ومنحرفين فيثبت لهم عقاب الضالين أو بمعنى الخذلان ، أي إيكالهم إلى أنفسهم
وسلب أسباب التوفيق والهداية عنهم. والمراد من الهداية في قوله :
« هَداهُمْ
» هي الهداية إلى نور
الإسلام ، والمراد من بيان ما يتّقون بيان ما يكون محرّما.
ومعنى الآية
الكريمة بعد هذا : انّ الله سبحانه بعد أن هدى المسلمين إلى نور الإسلام لا يسجلهم
ضالين عند ارتكابهم لبعض المحرّمات إلاّ بعد أن يبيّن لهم تلك المحرّمات التي يجب
أن يتّقوها ويتحرّزوا عنها ، وهذا هو المطلوب حيث يثبت أنّه قبل بيان حرمة الشيء
لا يعاقب سبحانه على ارتكاب الشيء المحرّم. وعلى هذا فدلالة الآية على البراءة
تامّة.