ثم ان الاخبار التي
يراد التمسك بها في المقام يمكن انهاؤها الى عشر طوائف ، وكل طائفة تدخل تحتها
مجموعة من الاخبار [١]. وسيتضح انها قاصرة الدلالة على المطلوب ، وهي.
١ ـ ورد ان الراوي
الجليل يونس بن عبد الرحمن الفّ كتابا في الحديث اسمه يوم وليلة عرضه بعض الاصحاب
على الامام العسكرى عليهالسلام وطلب منه تقريضه فقال عليهالسلام « هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله » ان هذه الرواية
وامثالها تشكّل الطائفة الاولى وتدل على حجية الخبر ، اذ لو لا ذلك
لم يكن معنى لقوله عليهالسلام
« هذا ديني ودين آبائى ».
ويردها : انها تدل على شهادة الامام
العسكري عليهالسلام بكون
الاخبار المسجلة في كتاب يوم وليلة صادرة منهم عليهالسلام
وكأنه يريد القول ان الاخبار المسجلة في كتاب يونس صادرة يقينا من آبائي عليهمالسلام ، وهذا لا ربط له بمقامنا ، فانا نتكلم عن ان الخبر الذي
لا نعلم بصدوره هل هو حجة تعبدا او لا.
٢ ـ ورد في روايات
كثيرة الحث على حفظ الحديث من الضياع وكتابته والثناء على المحدثين. وكمثال لذلك
الحديث المشهور « من حفظ على امتي اربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما يوم القيامه
» [٢] ، فان الخبر اذا لم يكن حجة فلا وجه للحث على حفظه ، اذ من
اللغو الامر بحفظ ما ليس حجة.
ويردها : ان الامر
بحفظ الحديث لا يدل على حجيته ، اذ يمكن ان لا تكون الاحاديث حجة ومع ذلك يكون
حفظها في نفسه من المستحبات بل من
[١] وهي مذكورة في
كتاب جامع احاديث الشيعة ١ / باب حجية اخبار الثقات ، والوسائل ١٨ باب ٨ ، ١١ من
ابواب صفات القاضي
[٢] ولاجل هذا
الحديث قام جماعة بتأليف كتاب بعنوان « اربعون حديثا »