تشترك جميعها في
معنى واحد وهو كرم حاتم الذي هو مدلول تضمني او التزامي لها. ويسمى هذا بالتواتر
المعنوي.
٣ ـ ان يخبر
الجميع عن قضايا متعددة بلا اشتراك في مدلول مطابقي او تضمني او التزامي. ويسمى
ذلك بالتواتر الاجمالي. ونتحدث ابتداء عن هذا القسم. ومثاله : كتاب الوسائل ، فان
من فتحه ورأى فيه آلاف الاحاديث امكنه ان يقطع بان مقدارا منها كاذب اذ ما اكثر ما
كذب على اهل البيت عليهمالسلام ولنفترض عدد الكاذب (١٠٠) حديث ، وبذلك يتشكل علم اجمالي
بكذب (١٠٠) حديث من احاديث الوسائل.
وبعد هذا نفترض
انتخاب (١٠٠) رواية بشكل عشوائي بمعنى جمع روايات متعددة من مختلف الابواب ومن دون
قصد مسبق لها ، فواحدة من كتاب الصلاة تدل على حكم يرتبط بالصلاة واخرى من الصوم
تدل على حكم يرتبط به وثالثة من الحج تدل على حكم مرتبط به وهكذا ، ثمّ جمعت
الروايات المذكورة بدون ان تشترك في مدلول تضمني او التزامي او مطابقي واحد.
وبعد جمع الروايات
المذكورة التي هي بقدر (١٠٠) رواية نسأل : هل يمكن الجزم بان جميع هذه الروايات
المائة ليس كاذبا بل واحد منها على الاقل صادق حتما؟ والجواب : نعم يمكن الجزم
بذلك لان احتمال كذب مجموع المائة ضعيف جدا بحساب الاحتمال ، اذ قيمة احتمال كذب
الرواية الاولى اذا كان ٢ / ١ وقيمة احتمال كذب الرواية الثانية ٢ / ١ ايضا وهكذا
قيمة احتمال كذب كل رواية من الروايات الاخرى فاذا اردنا التعرف على قيمة احتمال
كذب محموع المائة كان من اللازم ضرب ٢ / ١* ٢ / ١* ٢ / ١* ٢ / ١* ٢ / ١ وهكذا الى
مائة نصف [١] ، ومن الواضح ان الاحتمال
[١] ولمعرفة النتيجة
يضرب كل بسط في البسط الآخر وكل مقام في المقام الآخر ، وبضرب ـ