ويسمى الانسان
المذكور بالقطاع اي يحصل له القطع كثيرا وبلا مبرر عقلائي ـ فهل قطعه حجّة او لا؟
وبتعبير آخر هل قطع القطاع حجّة او لا؟ نسب الى الشيخ الكبير كاشف الغطاء قدسسره عدم حجّيته قياسا
على الشكّاك ، فكما انه لا عبرة بشك كثير
الشك لا عبرة ايضا
بقطع كثير القطع ، واختار المشهور عكس ذلك وقالوا ان قطعه حجّة.
وطرح التساؤلين
المذكورين بهذا الشكل طرحة قديمة ، والسيد الشهيد طرحهما بشكل اكثر فنية ، حيث ذكر
اولا انا حينما نقول : ان القطع مصيب فماذا نريد من الاصابة؟ ان في ذلك احتمالين :
أ ـ ما هو المرتكز
في الاذهان حيث يقصد ان الامر المقطوع به ثابت في الواقع.
ب ـ حصول القطع من
اسباب ومبررات عقلائية.
ثم اضاف ثانيا انه
قد يكون القطع مصيبا بالمعنى الاول وليس بمصيب بالمعنى الثاني ، فلو فرض ان شخصا
اخبر بموت زيد وكان الشخص المذكور صادقا في مجموع اخباره بدرجه ٧٠% [١] فاذا حصل القطع بموته وكان في الواقع ميتا ايضا فهو مصيب بالمعنى الاول وليس
مصيبا بالمعنى الثاني.
اما انه مصيب
بالمعنى الاول فلفرض تحقق الموت واقعا ، واما انه غير مصيب بالمعنى الثاني فلأن
درجة تصديق المخبر لا بد وان تتناسب مع درجة صدقه في مجموع اخباره ، فاذا كانت
درجة صدقه ٧٠% حسب الفرض فلا بد وان يكون تصديقه بدرجة ٧٠% ايضا اي لا بد وان يكون
تصديقه بنحو الظن دون القطع.
[١] اي انه في كل
مائة خبر يكون صادقا في سبعين منها وكاذبا في ثلاثين.