١ ـ اذا شاهد
الانسان سائلا وقطع بخمريّته فلا اشكال في لزوم تركه ، ولكن لو فرض انه تناوله
وكان في الواقع ماء ولم يكن خمرا فهل يستحق مثل هذا الانسان العقاب اولا ، وبتعبير
آخر هل يستحق المتجرّي العقاب أو لا؟ [١]
وقد اختلف جواب
الشيخ الاعظم عن جواب الآخوند ، فالاول اختار عدم استحقاقه للعقاب بخلاف الثاني
فانه اختار ـ وفاقا للمشهور ـ استحقاقه له [٢].
٢ ـ اذا كان
الانسان يحصل له القطع كثيرا من اسباب غير عقلائية ـ
[١] اذا قطع المكلّف
بخمريّة السائل وكان قطعه مخطئا فان تناوله سمي بالمتجرّي وان لم يتناوله سمي
بالمنقاد ، اما اذا كان قطعه بالخمرية مصيبا للواقع فان تناوله سمي بالعاصي والاّ
سمي بالمطيع ، بهذا يتّضح ان المتجري والمنقاد يشتركان في نقطة ويفترقان في اخرى ،
فهما يشتركان في كون القطع الحاصل لكل منهما مخطئا ويفترقان في مخالفة المتجرّي
لقطعه في مقام العمل وموافقة المنقاد له ، وهكذا الحال في مصطلحي المطيع والعاصي
فهما يشتركان في كون قطع كل منهما مصيبا للواقع ويفترقان في عدم موافقة العاصي
لقطعه بخلاف المطيع.
[٢] ان الشيخ الاعظم
وان اختار عدم استحقاق المتجرّي للعقاب على شربه الماء الذي قطع خطئا بكونه خمرا
ولكنه اختار استحقاقه للذم على نفسه الشريرة ، ومن هنا يمكن القول بان الشيخ
الاعظم فصّل فاختار قبح الفاعل ونفى القبح الفعلي.