على أن الإمام الصادق 7 يميز بين الخدمة والاستخدام ، فالخدمة حالة حضارية إيجابية تستتبع الفائدة والمنفعة ، بينما الاستخدام يفيد الاستغلال والاستهانة بالطرف المقابل ، فالخدمة مطلوبة ومندوبة بينما الاستخدام مذموم. قال 7 : « اخدم أخاك ، فإن استخدمك فلا وكرامة »[١].

سابعا : السيادة والسماحة

وهما قيمتان أساسيتان تحثان على التكافل بصورة علنية أو ضمنية. ورسولنا الأكرم 9 قد حدد لنا المقياس السليم الذي رسمه الإسلام للسيادة بقوله : « سيّد القوم خادمهم »، فالخدمة كما أسلفنا تحمل في أحشائها دعوة ضمنية إلى التكافل ، أما الدعوة العلنية إلى التكافل فتظهر واضحة في مفهوم أمير المؤمنين 7 للسيادة الذي يتضمن أبعادا اجتماعية تكافلية ، قال 7 : « السيّد من تحمّل المؤونة وجاد بالمعونة »[٣]. وعنه 7 : « السيّد من تحمّل أثقال إخوانه »[٤]. فأمير المؤمنين 7 ينفي السيادة الاجتماعية ـ وليس السيادة النسبية لمن أنتسب لرسول اللّه 9 وأهل بيته الأطهار ـ عن الأفراد الذين يتمحورون حول ذواتهم ومنافعها ، ولا يشاركون غيرهم في النوائب والمصائب ، ولا ينظرون بعين العطف إلى المساكين والمحتاجين ، فهؤلاء لا يستحقون وسام السيادة وإن ادّعوها ، قال 7 : « ما ساد من احتاج إخوانه