ويدل عليه ما أخرجه العياشي بسنده عن
صفوان ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام
في غسل اليدين ، قال : (قلتُ له : يُردُّ الشعر ؟ فقال عليهالسلام : «
إن كان عنده آخر فعل وإلاّ فلا »)
[١].
والمراد بـ (الآخر) هو من يتقى شرّه ، وأما
ردّ الشعر ، فهو كناية لطيفة عن الوضوء البدعي المنكوس ؛ لأنّ ردّ الشعر من لوازمه.
أقول : لا يخفى على الفطن ما في هذا
الحديث من دلالة واضحة على انشائه تقية فضلاً عن كونه في التقيّة ، إذ كان
السائل فيه لبقاً وحذراً فجاء بالكناية المعبرة عن مراده ، كما كان الإمام عليهالسلام
حذراً في جوابه إذ جاء تجويز الوضوء المنكوس تقية بلفظ متسق مع طبيعة
السؤال من غير تصريح ، وهذا يكشف عن كون السؤال والجواب كانا في محضر من
يتقى شرّه.