كما أن الحديث لا يدل على نفي الدين
عمّن لا يتقي بل يدل بقرينة أحاديث أُخر أنه غير مكتمل التفقه ، بل ليس فقيهاً في دينه ، وهكذا في فهم نظائره الاُخر.
ومما يدل عليه ما رواه عبداللّه بن عطاء
قال : قلتُ لابي جعفر الباقر عليهالسلام
: رجلان من أهل الكوفة أُخذا ، فقيل لأحدهما : ابرأ من أمير المؤمنين ،
فبرئ واحد منهما وأبى الآخر ، فَخُلِّيَ سبيل الذي برئ وقُتل الآخر ؟
فقال عليهالسلام
: «
أما الذي برئ فرجل فقيه في دينه ، وأما الذي لم يبرأ فرجل تعجَّل إلى الجنة »[٢].
هذا ، ولا يمنع أن يكون الحديث دالاً
أيضاً على سلب الإيمان والدين حقيقة ممن لا يتقي في موارد وجوب التقيّة
عليه ، كما لو أُكره مثلاً على أن يعطي مبلغاً زهيداً ، وإلّا عرّض نفسه
إلى القتل ، فامتنع حتى قتل ، فهذا لا شكّ أنه من إلقاء النفس بالتهلكة ،
وقد مرّ تصريح علماء العامّة بأن مصير مثل هذا يكون في جهنم ، ومن غير
المعقول ان تكون جهنم مأوى المؤمن المتدين ، بل هي مأوى الكافرين
والمنافقين وأمثالهم. ونظير هذا الحديث :
الحديث الثاني ـ التقية من دين أهل البيت عليهمالسلام :
عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «
التقيّة