ولا يخفى : أن تفسير الحسنة بالتقيّة ، والسيئة
بالإذاعة ، هو من باب تفسير الشيء ببعض مصاديقه ، وهذا مما لا ينكر ، فلو
توقف مثلاً صون دم مسلم على التقيّة فلا شك في كونها حسنة ، بل من أعظم
القربات ، وأما لو ترتب على الإذاعة سفك دم حرام ، فلا ريب بِعدِّ الإذاعة
سيئة بل من أعظم الموبقات.
قول
الإمام الصادق عليهالسلام بتقية يوسف وإبراهيم
عليهماالسلام :
قد تجد في جملة من الروايات ما يدل على
عمق تاريخ التقيّة في الحياة البشرية ، باعتبارها المنفذ الوحيد المؤدي إلى
سلامة الإنسان أزاء ما يعرضه للفناء ، أو يقف حجراً في طريق المصالح
المشروعة ، كما حصل ذلك لبعض الأنبياء عليهمالسلام
، ومن تلك الروايات :
عن أبي بصير ، قال : (قال أبو عبدالله عليهالسلام : «
التقيّة من دين الله ، قلت :من
دين الله ؟ قال : إي والله من دين الله ، ولقد قال يوسف :( أَيَّتُهَا الْعِيرُ
إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ )[٢]. والله
ما كانوا سرقوا شيئاً. ولقد قال إبراهيم عليهالسلام
: ( إِنِّي سَقِيمٌ )[٣] والله ما كان سقيماً
»[٤].
[١]
اُصول الكافي ٢ : ٢١٨ / ٦ باب التقيّة. ومثله في المحاسن / البرقي : ٢٥٧ / ٢٩٧.
والآية من سورة فصلت : ٤١ / ٣٤.