المطالب العالية [١] ، كما أخرجها الطبري
في تفسيره من طريق وكيع [٢].
وقد عرفت أن في هذا الحديث تصريحين من
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
أحدهما : ان المقتول كان مؤمناً يكتم ايمانه خوفاً من الكفار ، وهذا هو عين التقيّة.
والآخر : إنّ القاتل وهو المقداد كان
حاله بمكة كحال المقتول.
الحديث
السادس : إذن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمحمد بن مسلمة وابن علاط السلمي بالتقيّة :
وهو حديث البخاري الذي أخرجه بسنده عن
جابر بن عبدالله الأنصاري رحمهالله
قال : (قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
مَنْ لكعب بن الأشرف فإنّه قد آذى اللهَ ورسولَهُ ؟ فقام محمد بن مَسْلَمَةَ ، فقال : يا رسول الله ! أتُحبُّ أنْ
أقتُلَهُ ؟ قال : نعم. قال فأذنْ لي أنْ أقول شيئاً. قال : قل.
فأتاه محمد بن مسلمة ، فقال : إنّ هذا
الرجلَ قد سألنا صدقةً وإنّه قد عنانا ، وإني قد أتيتك استسلفك.. الخبر) [٣].
ثم ذكر البخاري تمام القصة التي انتهت
بقتل ابن الأشرف على يد محمد بن مسلمة وجماعته من الصحابة الذين أرسلوا معه.
وفي أحكام القرآن لابن العربي ، أن الصحابة
الذين كلّفوا بقتل ذلك الخبيث ، وكان محمد بن مسلمة من جملتهم ، أنهم قالوا : (يا رسول الله أتأذن لنا أن ننال منك ؟) فأذن لهم [٤].
[١]
المطالب العالية / ابن حجر ٣ : ٣١٧ / ٣٥٧٧ في باب تفسير سورة النساء الآية : ٩٤.
[٢]
تفسير الطبري ٥ : ١٤٢ ، في تفسير الآية ٩٤ من سورة النساء.