ويدل عليه ما أخرجه الترمذي وحسّنه
بسنده عن حذيفة قال : (قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه
، قالوا : وكيف يذل نفسه ؟ قال : يتعرض
من البلاء لما لا يطيق »)
[١].
ووجه الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية
التقيّة أوضح من أن يحتاج إلى بيان ؛ لأنّ ما يخافه المؤمن من تهديد ووعيد
الكافر أو المسلم الظالم ؛ لا شكّ أنه يخلق شعوراً لديه بامتهان كرامته لو
امتنع عن تنفيذ ما أُريد منه ، لأنّه معرّض في هذه الحال إلى بلاء ، فان
عزم على اقتحامه وهو لا يطيقه فقد أذلّ نفسه ، هذا مع أن بامكانه أن يخرج
من هذا البلاء بالتقيّة شريطة أن لا تبلغ الدم ، لأنّها شُرِّعت لحقنه.
قال الإمام الباقر عليهالسلام : «
إنّما جُعِلَت التقيّة لِيُحقَن بها الدمُ ، فإذا بلغ الدم فليس تقية »[٤].
[١]
سنن الترمذي ٤ : ٥٢٢ / ٢٢٥٤ باب رقم ٦٧ بدون عنوان.