أورد ابن الجوزي عن مقاتل بشأن مؤمن آل
فرعون : (إنّه كتم إيمانه من فرعون مائة سنة) [١].
لقد بيّن لنا القرآن الكريم قبل الآية
المذكورة السبب الذي دفع مؤمن آل فرعون إلى قوله المذكور ، وهو رغبة فرعون بقتل موسى عليهالسلام ، قال تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ
ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ
دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ )[٢].
٣ ـ ما قاله الرازي :
وهنا قد يقال كما في تفسير الرازي : (إنّه
تعالى حكى عن ذلك المؤمن أنّه كان يكتم إيمانه ، والذي يكتم إيمانه كيف يمكنه أن يذكر هذه الكلمات مع فرعون ؟).
وقد بيّن الرازي أن في المسألة قولين :
الأول :
إنّ هذا المؤمن لما سمع قول فرعون : (
ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ )لم
يصرح بأنه على دين موسى عليهالسلام
بل أوهم أنه مع فرعون وعلى دينه ، مبيّناً ان المصلحة تقتضي ترك قتله ،
لأنه لم يرتكب ذنباً وإنما كان يدعو إلى الله عزَّ وجلَّ ، وهذا لا يوجب
القتل.
الثاني :
إنّه كان يكتم إيمانه ، ولما علم بقول فرعون المذكور أزال الكتمان وأظهر كونه على دين موسى وشافه فرعون بالحق [٣].