بابن عمر ، أي : ولنحن
أحق به من عبدالله بن عمر ومن أبيه عمر بن الخطاب [١].
وقد فهم ابن عمر هذا التعريض ولكنه سكت
هلعاً من معاوية وزبانيته ، باعترافه هو كما في ذيل حديث البخاري ، قال ابن
عمر : « فحللت حبوتي ، وهممت أن أقول : أحق بهذا الأمر من قاتلك وأباك على
الإسلام ، فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك الدم ».
ما
فعله عبدالله بن حذافة السهمي القرشي :
هذا الصحابي أرسله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بكتابه إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام ، في قصة مشهورة ، وقد أسرته الروم في
بعض غزواته على قسارية في عهد عمر ، واكرهه ملك الروم على تقبيل رأسه فلم
يفعل فقال له في قول ابن عباس : « قبّل رأسي وأطلقك وأطلق معك ثمانين من
المسلمين. قال : أما هذه فنعم ، فقبّل رأسه وأطلقه ، وأطلق معه ثمانين من
المسلمين ، فلمّا قدموا على عمر بن الخطاب قام إليه عمر فقبّل رأسه ، قال :
فكان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يمازحون عبدالله ، فيقولون : قبلت رأس علجٍ. فيقول لهم : أطلق الله بتلك القبلة ثمانين من المسلمين » [٢].
ما
فعله جابر بن عبدالله الأنصاري مع بسر بن أبي أرطأة :
أورد اليعقوبي في تاريخه : أن معاوية
وجّه بسر بن أبي أرطأة في ثلاثة
[١]
اُنظر ما قاله العيني في عمدة القاري ١٧ : ١٨٥ ١٨٦. وابن حجر في فتح الباري ٧ : ٢٢٣.
والقسطلاني في ارشاد الساري ٦ : ٣٢٤ ـ ٣٢٥ ، كلّهم في شرح حديث البخاري المتقدم.
[٢]
أُسد الغابة في معرفة الصحابة / ابن الاثير ٣ : ٢١٢ ـ ٢١٣ / ٢٨٨٩ في ترجمة عبدالله
بن حذافة ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.