وشياطين الخلق ، مع
جواز التقيّة عند ذلك بنص القرآن ، واجماع أهل الإسلام ، ومازال الخوف
مانعاً من إظهار الحق ، ولا برح المحقّ عدواً لأكثر الخلق .. » [١].
المبحث الثاني
الصور الفعلية في
التقيّة
إنّ الأفعال الواردة تقية ، المنسوبة
إلى الصحابة أو التابعين وغيرهم من علماء المذاهب والفرق الإسلامية في كتب العامّة أكثر من أن تحصى ، وسوف نقتطف منها ما يأتي :
ما
فعله ابن مسعود وابن عمر :
كان ابن مسعود يتقي من الوليد بن عقبة
بن أبي معيط والي عثمان على المدينة ، فيصلي خلفه ، على الرغم من أنّ
الوليد هذا كان مشهوراً بالفسق وشرب الخمر ، حتى أنّه جُلد على شرب الخمر
في عهد عثمان [٢] ، وكان يأتي المسجد
ثملاً ويؤم الصحابة في الصلاة.
وفي شرح العقيدة الطحاوية : « أنّه صلّى
بهم الصبح مرّة أربعاً !! ثم قال : أزيدكم ؟ فقال له ابن مسعود : مازلنا معك منذ اليوم في زيادة » [٣].
وأما ابن عمر فقد كان يصلي خلف العتاة
الفاسقين ويأتم بهم
[١]
محاسن التأويل / جمال الدين القاسمي ٤ : ٨٢ ، ط ٢ ، دار الفكر ، بيروت / ١٣٩٨ هـ.
[٢]
صحيح مسلم ٣ : ١٣٣١ / ١٧٠٧ كتاب الحدود ، باب الخمر.
[٣]
شرح العقيدة الطحاوية / القاضي الدمشقي ٢ : ٥٣٢ ، ط ١ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت / ١٤٠٨
ه.