٦ ـ التقيّة نوع من أنواع الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويدل عليه أمران :
أحدهما :
إنّ اللجاجة والمقاطعة والمخاصمة مع المخالف في دولته تعد من المنكر إذا ما
أدت إلى اضعاف المؤمنين أو تضررهم ، على عكس معاشرتهم ومخالطتهم المؤدية
إلى سلامة المؤمنين وحفظهم فضلاً عن اجتذاب المخالفين إلى الإيمان ، فهذا
من فعل المعروف بلا شكّ.
الآخر :
تصنيف أحاديث التقيّة من قبل المحدثين في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذا زيادة على ما تضمنته أحاديث أهل البيت عليهمالسلام
في هذا المعنى ، وقد مرّ بعضها وسيأتي أيضاً.
٧ ـ التقيّة جهاد في سبيل الله عزَّ وجل
، إذ يجاهد فيها المؤمن أعداء الله تعالى في دولتهم بكتمان ايمانه ، كما
فعل مؤمن آل فرعون بكتم إيمانه ، وكما فعل المخلصون من أصحاب الأئمة عليهمالسلام
بكتم أسرار أهل البيت خشية عليهم من الظالمين ، وقد ورد الحث على التقيّة بهذا الوصف أيضاً ، قال الإمام الصادق عليهالسلام
: «
.. والمؤمن مجاهد؛ لأنّه يجاهد أعداء الله عزَّ وجل في دولة الباطل بالتقيّة ، وفي دولة الحق بالسيف »[١].
وقال عليهالسلام
: «
نفس المهموم لنا المغتم لمظلمتنا تسبيح ، وهمه لأمرنا عبادة ، وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله »[٢].