الصادق عليهالسلام ما يؤيد هذا ، فقال عليهالسلام : «
اتقوا الله ، وصونوا دينكم بالورع ، وقووه بالتقيّة »[١].
٣ ـ التقيّة شجاعة وحكمة وفقاهة ، وتوضيح
ذلك إنّ التقيّة وسط بين طرفين : إمّا الافراط في استخدامها في كل شيء بلا
قيد أو شرط ، بمعنى الهروب عن مواجهة الباطل في كلِّ ظرف حتى فيما يستوجب
المواجهة ، وهذا هو الجبن بعينه. وإما التفريط في تركها في كل حين حتى في
موارد وجوبها لحفظ النفس من التهلكة ، وهذا هو التهوّر بعينه. ولا وسط بين
هاتين الرذيلتين في علم الأخلاق إلّا فضيلة الشجاعة. وبهذا يكون استخدامها
في موردها الصحيح من الحكمة ؛ لأنّها وضع الشيء في موضعه ( وَمَن يُؤْتَ
الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا )[٢].
وأما كونها من الفقاهة ، فهو مما لا شكّ
فيه ، لأنّ للتقية جملة من الأحكام كما مرّ ، واستخدامها الأمثل لا يتم من
غير علم بتلك الأحكام ، وهذا هو عين التفقه ، ويدل عليه حديث الإمام الباقر
عليهالسلام
في التقيّة : «
... فأما الذي برئ فرجل فقيه في دينه »[٣] وفي الحديث الشريف : «
من يُرد الله به خيراً يفقهه في الدين »[٤].
٤ ـ التقيّة تؤدي إلى وحدة المسلمين
بحسن المعاشرة فيما بينهم ،
[١]
أمالي الشيخ المفيد : ٩٩ ـ ١٠٠ ، المجلس الثاني عشر.