ولا فائدة بنظر
الشارع ، زيادة على ما فيها من ضرر بكلا قسميه :
الأخروي
، باعتبار ارتكاب ما لم يرخّص الشارع بارتكابه حتى في صورة الاضطرار.
والدنيوي
، بلحاظ ما يترتب على فعلها من آثار سيئة عاجلة أو آجلة.
وإذا عُرفت مضار شيء عُرفت قيمته ، وإذا
شخّصت فوائد آخر أدركت أهميته.
وهذا الأمر لا بدّ من التنبيه عليه وإن
كان واضحاً في نفسه ، لكي لاتحمل فوائد التقيّة على غير محملها ، ولا تفسر أهميتها بغير تفسيرها الصحيح.
وثمة شيء آخر يحسن التنبيه عليه ، وهو
أن المفاهيم الإسلامية لايمكن سبر غورها واكتشاف جميع فوائدها لأنّ مشرعها
سبحانه أحاط بكل شيء علماً ، وإنّما يكون الاكتفاء عادة بالمنظور منها ،
إما بالمشاهدة والحس ، أو بالنظر العقلي والادراك الفطري ، زيادة على
الاستهداء بالنصّ في بيان فوائد تلك المفاهيم.
وسوف نستهدي بهذه السبل الأمينة في بيان
فوائد التقيّة ، وعلى النحو الآتي :
١ ـ في التقيّة تحفظ النفس من التهلكة ،
ويُصان ما دونها من الأذى ، كما لو كان المدفوع بها ضرب مبرّح ، أو هتك عرض ، أو سلب مال ، أو إهانة
بالحكم
الاولي ، فمن لا يقدر على الالتزام بحرمة أكل لحم الميتة بسبب الجوع الشديد
يباح له ذلك لاضطراره إليه ، بلا خلاف بين جميع فقهاء الإسلام ، فكذلك
الحال مع استخدام
التقيّة عند الضرورة ، إلّا ما استثني منها بدليل ، وقد مرّ بعض مستثنياتها
،
فراجع.