نام کتاب : التشيّع نویسنده : محمد زين الدين جلد : 1 صفحه : 35
وإبلاغ ، وما ذلك إلاّ لتعم وتتم وتكتمل تلك الدعوة.
ومن هنا يتضح وجوب عصمة الأنبياء ، فهم مصونون من الآثام ومن الخطأ في تلقي «الوحي» من جانب اللّه تعالى ، وفي حفظه وإيصاله إلى الناس ، فإنّهم بعيدون كل البعد عن المعصية والخطأ ، لأن تلقي الوحي بنصه وحدوده ، وحفظه وإبلاغه يشتمل على أركان الهداية التكوينية ، ولا معنى بأن يكون هناك خطأ في التكوين.
فضلاً عن أن المعصية والتخلف عن أداء الدعوة والإبلاغ ، عمل يخالف الدعوة ، ويوجب سلب ثقة الناس واطمئنانهم بصحة الدعوة وصدقها ، ونتيجة لذلك ينتفي الغرض والهدف الأساسي للدعوة.
والخالق جل شأنه يشير إلى عصمة الأنبياء في كتابه المجيد بقوله : «وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» [٢].
الأنبياء والشرائع السماوية
أن ما حصل عليه الأنبياء عن طريق الوحي وإبلاغهم الناس على سبيل الخبر ، إن ذلك هو الدين. وباتخاذه نهجا من قبل الناس في سبيل الحياة والوظائف والواجبات الإنسانية ، يضمن لهم السعادة.
يشتمل التشريع الإلهي بشكل عام على جانبين : الاعتقادي ، والعملي. فالجانب الاعتقادي يحتوي على مجموعة معتقدات أساسية ، تفرض على