responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التشيّع نویسنده : محمد زين الدين    جلد : 1  صفحه : 115

قال الشيخ أبو زهرة : كان ابنه يحيى حريصا على أن يدفن أباه بحيث لايعلم بموضعه أحد ، فدفنه في ساقية وردمها؛ ووضع عليها النبات ، لكيلا يعلم أحد بمكان جثمانه الطاهر ، ولكن أحد الذين عرفوا ذلك أنبأ والي الأمويين ، فارتكبوا إثما كبيرا فوق آثامهم ، نبشوا القبر ، وأخرجوا الجثمان ، ومثلوا به ، ونصبوه بكناسة الكوفة بأمر هشام بن عبد الملك.

الوليد بن يزيد بن عبد الملك : هلك هشام بعد أن حكم تسع عشرة سنة وأشهرا ، وتولى بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك. واتفق المؤرخون على أن الوليد عكف على حب البطالة والصيد والملاهي والشراب والنساء ، وهو أول من حمل المغنين من البلدان إليه ، وكان خليعا متهتكا.

ومن أشهر أفعاله الشنيعة ، أنه قرأ ذات يوم قوله تعالى : «وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِن وَرآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ» [٢] ، فدعا بالمصحف ، ونصبه غرضا للنشّاب ، وأقبل يرميه بالسهام ويقول :

أتوعِد كلَّ جبارٍ عنيدٍ؟!

فها أنا ذاك جبارٌ عنيدٌ

إذا ما جئتَ ربك يومَ حشرٍ

فقل يا رب خرّقني الوليدُ!! [٢]

إن الزنا والشراب واللهو والغناء ، وما إلى ذلك من الموبقات لم تمنع الوليد عن الظلم ، وتتبع أولاد الأنبياء ، فقد أمر أن تحرق جثة زيد وخشبته ، ويذرّى رماده في الهواء!


[١] سورة إبراهيم : ١٤ / ١٥ ـ ١٦.

[٢] مروج الذهب ٣ : ١٥٥.

نام کتاب : التشيّع نویسنده : محمد زين الدين    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست