نام کتاب : الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ نویسنده : الحسيني، السيد عدنان جلد : 1 صفحه : 43
فقد انتحلوا مذهب الاعتزال الذي أخذ
بدوره يطوّر الفلسفة الإسلامية عن طريق علم الكلام الذي يغلب عليه الطابع
السجالي العقلي الحر ، واعتماده الجدل المنطقي ، والقياس في مناقشة القضايا
الكلامية. ثم كان من مقولاتهم : المنزلة بين المنزلتين ، وحرية الاختيار (
التفويض ) ، وأخيراً خلق القرآن.
وبوصول نوبة الخلافة إلىٰ المأمون
ودعمه مذهب الاعتزال ، حدا به الموقف ( السياسي ـ العقيدي ) إلىٰ اتّباع
وسائل إدارية قسرية لفرض وإشاعة هذا المذهب ، حتىٰ بلغ الأمر أن أصدر
مرسومه السلطاني ـ فيما بعد ـ بعدم تقليد منصب القضاء لغير معتنقي مذهب
الاعتزال والقائلين بخلق القرآن.
هذه الأطروحة الفكرية العقائدية التي
كان يُراد منها تصفية بعض المناوئين للسلطة العباسية ، أضحت سياسة رسمية
للدولة أيام حكم المأمون والمعتصم والواثق ، يُعاقَب من لم يقل بها
ويتّخذها مبدأً له. وفعلاً فقد شكّل هذا المقطع الزمني ( محنة ) بالنسبة
لغير ( فقهاء السلطان ). فقد وجدوا أنفسهم في مواجهة تحول الفكر والمعتقد
إلىٰ مؤسسة من مؤسسات السلطة التي أخذت تلوّح بعصا الايديولوجية ؛ لسحق
المعارضة السياسية ، وضرب المعارضة الفكرية في آن واحد.
والتأريخ لم يحدثنا عن موقف للإمام
الجواد عليهالسلام
من هذه القضية التي كانت مثار جدل ونقاش سنين عديدة.
الإمام
والسلطة :
قبل الحديث عن علاقة الإمام أبي جعفر
الثاني عليهالسلام
بالسلطة العباسية ،
نام کتاب : الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ نویسنده : الحسيني، السيد عدنان جلد : 1 صفحه : 43