نام کتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية نویسنده : مختار الأسدي جلد : 1 صفحه : 82
ظهره محل « أي علامة
» فبلغني أنّه كان يستقي لضعفة جيرانه بالليل. وقيل : وجدوا على ظهره مثل ركب
الابل ممّا كان يحمله على ظهره إلى منازل الفقراء ) [١].
وكان يفسّر إهداء ثيابه لفقراء المسلمين
، أن ذلك يُسرهم ويؤثّر في نفوسهم ، وحين يُسئل لمَ لا تبيعها وتتصدّق بثمنها؟
يجيب : « إنّي أكره
أن أبيع ثوباً صلّيتُ فيه » [٢].
وهذا يعني أنه عليهالسلام كان يعتقد أن من
سيرتدي ثوبه هذا سيكون مسروراً وحافظاً لودّ الاِمام المحسن ، « والناس عبيد
الاِحسان » كما يقولون ، مجسداً رؤية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
« تهادوا
تحابوا » كما في الحديث الشريف ، فضلاً عن
كونه عملاً تربوياً يتجاوز حدود المواساة الاَخلاقية والروحية التي تكتفي فقط
بالكلمات والمشاعر ولغة العواطف ولا تتعداها .. بل أكثر من ذلك أنّه عليهالسلام كان لا يكتفي
بمساعدة الفقراء ، بل كان يُقبّل أيديهم قبل أن يناولهم الصدقة [٣] مذكراً مرة أُخرى بمقولته المشهورة : «
مرحباً بمن
يحمل زادي إلى الآخرة ».
وعن زهده في الحياة الدنيا وترفعه على حطامها
ومتاعها وزخرفها ، تشير كل تفاصيل حياته عليهالسلام
انّه كان أزهد أهل زمانه وأورعهم وأتقاهم ..
ينقل عبدالله بن المبارك أنّه شاهد
الاِمام في موسم الحج وهو يسير بلا زاد ولا راحلة. قال : فقلت له : مع من قطعت
البرّ؟! قال : « مع
البار ». فقلت : يا ولدي وأين زادك وراحلتك؟!
فأجاب : « زادي تقواي
،