نام کتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية نویسنده : مختار الأسدي جلد : 1 صفحه : 108
زيفهم ، لا سيّما
تلك الثورات التي رفعت شعارات الثأر للاِمام الحسين عليهالسلام
، وإن كان بقي بعيداً عن بعضها ؛ إذ لم يرد عليهالسلام
أن يتحمّل مسؤولية الدماء التي ستُراق فيها بغير حق أولاً ، ولعدم تنسيق رجالها
معه ثانياً ، وعدم وضوح منطلقاتها وأهدافها ، والتمثيل الذي ينفَّذ بقتلاها ثالثاً
ورابعاً ...
ولعلّ ثورة التوابين بقيادة سليمان بن
صرد الخزاعي ، وكذلك ثورة المختار ، كانتا أبرز الاَمثلة على تعضيد الاِمام سرّاً
لمثل هذه الحركات ، ولو بدرجة من الدرجات ، رغم أنّه لم يعلن ارتباطه المباشر معها
، ولكنه ترك الاَمر لعمّه محمد بن الحنفية لكي يتعامل مع روادها بحكمة ودقّة ، مشيراً
إليه باختصار : « يا
عم ، لو أن عبداً تعصّب لنا أهل البيت ، لوجب على الناس مؤازرته ، وقد أوليتُك هذا
الأمر ، فأصنع ما شئت .. » [١].
ويُشير العديد من المؤرخين أنّه ( لما
أرسل المختار برؤوس قتلة الاِمام الحسين عليهالسلام
وأولاده وأصحابه إلى الاِمام ، خرّ الاِمام ساجداً ودعا له وجزّاه خيراً ) [٢].
أما ما ينقله بعض المؤرخين من سلبية
موقف الاِمام السجاد من المختار وثورته فإنّه يمكن أن يُقرأ من ثلاثة أبعاد :
الأول
: هو محاولة هؤلاء المؤرخين تشويه تلك الثورة التي أدخلت السرور على بنات المصطفى
ونساء الرسالة [٣]
، وإن جنحت في بعض
[١]المختار الثقفي
/ أحمد الدجيلي : ٥٩. وراجع : مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٥٧.
[٢] رجال الكشي :
١٢٥ ـ ١٢٧. وشرح الاَخبار ٣ : ٢٧٠. وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٥٩.
[٣] جاء في تاريخ
اليعقوبي ٢ : ٢٥٩ ما نصّه : ( وروى بعضهم أن علي بن الحسين لم يُرَ ضاحكاً
نام کتاب : الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية نویسنده : مختار الأسدي جلد : 1 صفحه : 108