نام کتاب : الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 43
ليستقدمه إلى الشام ، فقدم عليه وأعطاه الرأي في الإصرار على إصدار عملة إسلامية ، وبيّن له أوزانها وما يكتب فيها ، وطلب إليه أن يلزم المسلمين آنذاك باستعمال هذه العملة ، وأن لا يستعملوا العملة الرومية تحت طائلة العقوبة والتهديد ، فعمل عبد الملك ما طلب الإمام 7 ، وعندما علم ملك الروم بإجراءات عبد الملك لم ينفذ تهديده ، فقيل له : افعل ما كنت تهدّد به ملك العرب. فقال : إنما أردت أن أغيظه بما كتبت إليه ، لأنّي كنت قادراً عليه والمال وغيره برسوم للروم ، فأما الآن فلا أفعل لأن ذلك لا يتعامل به أهل الإسلام [١] ، وبهذا أنقذ الباقر 7 الواقع الإسلامي من مأزق حقيقي ، وأحبط الخطة الرومية في زعزعة النظام المالي للمسلمين.
٥ ـ الدعاء
الدعاء سلاح الأنبياء والأوصياء والمؤمنين الصالحين الذي يشهرونه في وجه الظالمين ، وعدّتهم في مواجهة الأعداء ، ومن أقوى الأسباب التي يستدفع بها البلاء ، قال الصادق 7 : «كان أبي 7
إذا حزنه أمر [٢] جمع النساء والصبيان ثم دعا وأمّنوا» [٣].
ويلجأ الإمام الباقر 7 إلى الدعاء حيث يشتدّ الخناق ، ويحتدّ الوثاق ، وتنقطع حبائل الصبر من جور طغاة بني أُميّة وبني مروان الذين سعوا في الأرض فساداً ، فاتّخذوا مال اللّه دولاً ، وعباد اللّه خولاً ، ويتضرّع الإمام 7
[١] المحاسن والأضداد / البيهقي ١ : ٣١ ، حياة الحيوان / الدميري ١ : ٦٣. وروي أيضاً أن المشير على عبد الملك قد أرشده إلى الإمام زين العابدين 7. [٢] الظاهر حزبه أمر ، أي دهاه وأعياه علاجه. [٣] الكافي ٢ : ٤٨٧ / ٣.
نام کتاب : الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 43