وعن زرارة ، عن أبي جعفر 7 ـ في حديث ـ قال : «إنه ليس أحد عنده علم شيء إلاّ خرج من عند أمير المؤمنين 7، فليذهب الناس حيث شاءوا ، فواللّه ليس الأمر إلاّ من هاهنا ، وأشار بيده إلى بيته [٣] ، وأشار بيده إلى صدره» [٤].
على أن دعوة الإمام أبي جعفر 7 إلى التمسك بهدي القرآن والسنة وتركيزه على مركزيتهما ، لاقت آذاناً صاغية من بعض أعلام الأمة حتى على المستوى التشريعي الذي غالباً ما يختلف الفقهاء في فروعه.
عن قيس بن الربيع ، قال : سألت أبا اسحاق السبيعي عن المسح ، فقال : «أدركت الناس يمسحون حتى لقيت رجلاً من بني هاشم لم أر مثله قط ، محمد بن علي بن الحسين ، فسألته عن المسح على الخفين فنهاني عنه ، وقال : لم يكن أميرالمؤمنين 7 يمسح ، وكان يقول : سبق الكتاب المسح على الخفين. قال أبوإسحاق : فما مسحت منذ نهاني عنه. وقال قيس بن الربيع : وما مسحت أنا منذ سمعت أبا إسحاق» [٥].
٥ ـ مجابهة الرأي والقياس
بالنظر لاختلاف جيل التابعين حول مصادر الفقه التي يستقون منها أحكامهم ، وحول جواز الرجوع إلى الرأي ، تشعّبت الآراء في تلك الفترة إلى