نام کتاب : الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 127
المال ، وهي أرفع المكارم وأعلى المقامات ، وفي الوقت نفسه أشدّ الأعمال على الإنسان الذي جبل على حبّ المال وانشدّ إلى عالمه المادي ، إلاّ أولئك الذين بلغوا درجات من الكمال والإيمان تؤهلهم للزهد بالمال وعدم الاكتراث به.
روي عن أبي جعفر 7 أنه قال : «أشد الأعمال ثلاثة : ذكر اللّه على كل حال ، وإنصافك الناس من نفسك ، ومواساة الإخوان في المال» [١].
وعلى الصعيد العملي كان من سجايا الإمام الباقر 7 صلة الإخوان وإدخال السرور عليهم ، والإحسان والبذل والتصدق على ذوي الفاقة ، قال الشيخ المفيد : «كان لا يملّ من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه» [٢].
ولعل القيمة الموضوعية لبِرِّ الإمام 7 وصدقاته الجارية تكون أكثر وقعاً إذا عرفنا أنه 7 كان متوسط الحال كثير العيال ، ولم يكن من ذوي الثروة والمال.
عن أبي عبد اللّه 7 ، قال : «كان أبي 7أقلّ أهل بيته مالاً ، وأعظمهم مؤنة ، قال : وكان يتصدق كل جمعة بدينار ، وكان يقول : الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل الجمعة على غيره من الأيام» [٣].
وعن الصادق : أن أباه 8 تصدق على فقراء أهل المدينة بثمانية آلاف دينار [٤].
وحكت سلمى مولاة أبي جعفر 7 أنه كان يدخل عليه بعض إخوانه ،