نام کتاب : الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 115
في جانبها العبادي ، ولا يخفى أنّ البكاء هو تجسيد لخشية المؤمن وطاعته لربّه ، وذوبانه في حبّه ، سيّما إذا كان صادراً عن قلب مخلص متعلّق بخالقه.
عن خالد بن أبي الهيثم ، عن محمد بن علي بن الحسين : ، قال : «ما اغرورقت عين بمائها من خشية اللّه تعالى إلاّ حرّم اللّه وجه صاحبها على النار ، فإن سالت على الخدّين لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة ، وما من شيء إلاّ له جزاء إلاّ الدمعة ، فإن اللّه يكفّر بها بحور الخطايا ، ولو أنّ باكياً بكى في أُمّة لحرّم اللّه تلك الأُمّة على النار» [١].
من هنا كان الإمام الباقر 7 يبكي في الحجّ بمجرّد أن يدخل المسجد الحرام تضرّعاً وخشوعاً للّه سبحانه ، وحين ينفتل من صلاته يبتلّ موضع سجوده من الدموع ، قال أفلح مولى الإمام الباقر 7 : «خرجت مع محمد بن علي 8 حاجّاً ، فلما دخل المسجد الحرام نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته ، فبكى الناس لبكائه ، فقلت : بأبي وأُمّي إنّ الناس ينظرون إليك ، فلو رفقت بنفسك قليلاً. فقال : ويحك! لِمَ لا أبكي؟! لعلّ اللّه ينظر إليّ برحمة منه فأفوز بها عنده غداً. قال : ثم طاف بالبيت حتى جاء فركع عند المقام ، ورفع رأسه من سجوده ، فإذا موضع سجوده مبتلّ كلّه من دموعه» [٢].
[١] كشف الغمّة ٢ : ٣٦٠ ، نور الأبصار : ١٩٢ ، مطالب السؤول : ٨٠ ، تذكرة الخواص : ٣٤٩ ، البداية والنهاية ٩ : ٣٤١ ، أخبار الدول ١ : ٣٣٢. [٢] كشف الغمّة ٢ : ٣٢٩ و ٣٦٠ ، حلية الأولياء ٣ : ١٨٦ ، الفصول المهمّة : ١٩٤ ، نور الأبصار : ١٩٣ ، المختار في مناقب الأخيار / ابن الأثير الجزري : ٣٠ ، تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٨٠ ، تذكرة الخواص : ٣٤٩ ، روض الرياحين / اليافعي : ٥٧.
نام کتاب : الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 115