responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 595

وَ نَادَتْ بِانْقِضَائِهَا، وَ نَعَتْ نَفْسَهَا وَ أَهْلَهَا، فَمَثَّلَتْ بِبَلَائِهَا الْبِلَى، وَ تَشَوَّقَتْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ تَخْوِيفاً وَ تَرْغِيباً، فَابْتَكَرَتْ بِعَافِيَةِ، وَ رَاحَتْ بِفَجِيعَةٍ، فَذَمَّهَا رِجَالٌ فَرَّطُوا غَدَاةَ النَّدَامَةِ، وَ حَمِدَهَا آخَرُونَ اكْتَسَبُوا فِيهَا الْخَيْرَ.

فَيَا أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا، الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا، مَتَى اسْتَذَمَّتْ إِلَيْكَ، أَمْ مَتَى غَرَّتْكَ، أَ بِمَضَاجِعِ آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى، أَمْ بِمَصَارِعِ أُمُّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى كَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ، وَ عَالَجْتَ بِكَفَّيْكَ تَلْتَمِسُ لَهُمُ الشِّفَاءَ، وَ تَسْتَوْصِفُ لَهُمُ الْأَطِبَّاءَ، لَمْ تَنْفَعْهُمْ بِشَفَاعَتِكَ، وَ لَمْ تُسْعِفْهُمْ فِي طَلِبَتِكَ، مَثَّلَتْ لَكَ- وَيْحَكَ- الدُّنْيَا بِمَصْرَعِهِمْ مَصْرَعَكَ، وَ بِمَضْجَعِهِمْ مَضْجَعَكَ، حِينَ لَا يُغْنِي بُكَاؤُكَ، وَ لَا يَنْفَعُكَ أَحِبَّاؤُكَ.

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَهْلِ الْمَقَابِرِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، وَ يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، أَمَّا الْمَنَازِلُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَ أَمَّا الْأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ، وَ أَمَّا الْأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: وَ اللَّهِ لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ لَأَخْبَرُوكُمْ أَنَ‌ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى‌..

1232- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُوسَوِيُّ الْعَلَوِيُّ فِي مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) جَمَعَ بَنِيهِ حَسَناً وَ حُسَيْناً وَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَ الْأَصَاغِرَ مِنْ وُلْدِهِ، فَوَصَّاهُمْ وَ كَانَ فِي آخِرِ وَصِيَّتِهِ: يَا بَنِيَّ، عَاشِرُوا النَّاسَ عِشْرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ، وَ إِنْ فُقِدْتُمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ.

يَا بَنِيَّ، إِنَّ الْقُلُوبَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، تَتَلَاحَظُ بِالْمَوَدَّةِ، وَ تَتَنَاجَى بِهَا، وَ كَذَلِكَ هِيَ فِي الْبُغْضِ، فَإِذَا أَحْبَبْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَيْرِ خَيْرٍ سَبَقَ مِنْهُ إِلَيْكُمْ فَارْجُوهُ، وَ إِذَا أَبْغَضْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ سَبَقَ مِنْهُ إِلَيْكُمْ فَاحْذَرُوهُ.

1233- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سَعْدٍ أَبُو جَعْفَرٍ الْقَيْسِيُّ الْفَقِيهُ بِأُسْوَانَ إِمْلَاءً مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ‌

نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 595
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست