14، 1، 2 86- 55- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَوْماً وَ هُوَ نَائِمٌ، وَ حَيَّةٌ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهَا فَأُوقِظَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعْتُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْحَيَّةِ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ مِنْهَا سُوءٌ كَانَ إِلَيَّ دُونَهُ، فَمَكَثْتُ هُنَيْئَةً فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) هُوَ يَقْرَأُ: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا»[1] حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِ الْآيَةِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَتَمَّ لِعَلِيٍّ نِعْمَتَهُ، وَ هَنِيئاً لَهُ بِفَضْلِ اللَّهِ الَّذِي آتَاهُ.
ثُمَّ قَالَ لِي: مَا لَكَ هَاهُنَا فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَ الْحَيَّةِ، فَقَالَ لِي: اقْتُلْهَا، فَفَعَلْتُ.
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ، كَيْفَ أَنْتَ وَ قَوْمٌ يُقَاتِلُونَ عَلِيّاً، وَ هُوَ عَلَى الْحَقِّ وَ هُمْ عَلَى الْبَاطِلِ، جِهَادُهُمْ حَقٌّ لِلَّهِ (عَزَّ اسْمُهُ)، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ لَيْسَ وَرَاءَهُ شَيْءٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي إِنْ أَدْرَكْتُهُمْ أَنْ يُقَوِّيَنِي عَلَى قِتَالِهِمْ. قَالَ: فَدَعَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَمِيناً، وَ إِنَّ أَمِينِي أَبُو رَافِعٍ.
قَالَ: فَلَمَّا بَايَعَ النَّاسُ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بَعْدَ عُثْمَانَ، وَ سَارَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَبِعْتُ دَارِي بِالْمَدِينَةِ وَ أَرْضاً لِي بِخَيْبَرَ، وَ خَرَجْتُ بِنَفْسِي وَ وُلْدِي مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِأُسْتَشْهَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى عَادَ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَ خَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى صِفِّينَ، فَقَاتَلْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِهَا، وَ بِالنَّهْرَوَانِ، وَ لَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى أُسْتُشْهَدَ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَ لَيْسَ لِي بِهَا دَارٌ وَ لَا أَرْضٌ، فَأَقْطَعَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) أَرْضاً بِيَنْبُعَ، وَ قَسَمَ لِي شَطْرَ دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَنَزَلْتُهَا وَ عِيَالِي.
[1] سورة المائدة 5: 55.