سُلَيْمَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) عِنْدَ رَبِّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) يَنْظُرُ إِلَى مَوْضِعِ مُعَسْكَرِهِ، وَ مَنْ حَلَّهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ مَعَهُ، وَ يَنْظُرُ إِلَى زُوَّارِهِ وَ هُوَ أَعْرَفُ بِحَالِهِمْ وَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، وَ بِدَرَجَاتِهِمْ وَ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) مِنْ أَحَدِكُمْ بِوَلَدِهِ، وَ إِنَّهُ لَيَرَى مَنْ يَبْكِيهِ فَيَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ يَسْأَلُ آبَاءَهُ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُ، وَ يَقُولُ: لَوْ يَعْلَمُ زَائِرِي مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ لَكَانَ فَرَحُهُ أَكْثَرَ مِنْ جَزَعِهِ، وَ إِنَّ زَائِرَهُ لَيَنْقَلِبُ وَ مَا عَلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ.
75- 44- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
كَانَ يُقَالُ: لَا يَحِلُّ لِعَيْنٍ مُؤْمِنَةٍ تَرَى اللَّهَ يُعْصَى فَتَطْرِفَ حَتَّى تُغَيِّرَهُ.
76- 45- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَاهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا صُهَيْبُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: مَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِالْمَقْبَرَةِ- وَ يُرْوَى بِالْمَقَابِرِ- فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ:" السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْمَقْبَرَةِ وَ التُّرْبَةِ، وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَنَازِلَ بَعْدَكُمْ قَدْ سُكِنَتْ، وَ أَنَّ الْأَمْوَالَ بَعْدَكُمْ قَدْ قُسِمَتْ، وَ أَنَّ الْأَزْوَاجَ بَعْدَكُمْ قَدْ نُكِحَتْ، فَهَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ". فَأَجَابَهُ هَاتِفٌ مِنَ الْمَقَابِرِ يُسْمَعُ صَوْتُهُ وَ لَا يُرَى شَخْصُهُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ، أَمَّا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَقَدْ وَجَدْنَا مَا عَمِلْنَا، وَ رَبِحْنَا مَا قَدَّمْنَا، وَ خَسِرْنَا مَا خَلَّفْنَا.
فَالْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَ سَمِعْتُمْ قَالُوا: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَتَزَوَّدُوا فَإِنَ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى.