responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 533

يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً قِيَاماً مِنْ خِيفَتِهِ مَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ، فَيَقُولُونَ جَمِيعاً: سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ مَا عَبَدْنَاكَ كَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُعْبَدَ، وَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيّاً لَاسْتَقَلَّ عَمَلُهُ مِنْ شِدَّةِ مَا يَرَى يَوْمَئِذٍ، وَ لَوْ أَنَّ دَلْواً صُبَّ مِنْ غِسْلِينٍ فِي مَطْلَعِ الشَّمْسِ لَغَلَتْ مِنْهُ جَمَاجِمُ مَنْ فِي مَغْرِبِهَا، وَ لَوْ أَنَّ زَفَرَاتِ جَهَنَّمَ زَفَرَتْ لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا خَرَّ جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْهِ، يَقُولُ: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي حَتَّى يَنْسَى إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَا خَلِيلُكَ إِبْرَاهِيمُ لَا تَنْسَنِي.

يَا أَبَا ذَرٍّ، لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ مِنْ سَمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ لَأَضَاءَتْ لَهَا الْأَرْضُ أَفْضَلَ مِمَّا يُضِي‌ءُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَ لَوَجَدَ رِيحَ نَشْرِهَا جَمِيعُ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَ لَوْ أَنَّ ثَوْباً مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ نَشَرَ الْيَوْمَ فِي الدُّنْيَا لَصَعِقَ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ مَا حَمَلَتْهُ أَبْصَارُهُمْ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، اخْفِضْ صَوْتَكَ عِنْدَ الْجَنَائِزِ، وَ عِنْدَ الْقِتَالِ، وَ عِنْدَ الْقُرْآنِ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا تَبِعْتَ جِنَازَةً فَلْيَكُنْ عَقْلُكَ فِيهَا مَشْغُولًا بِالتَّفَكُّرِ وَ الْخُشُوعِ، وَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَاحِقٌ بِهِ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْ‌ءٍ إِذَا فَسَدَ فَالْمِلْحُ دَوَاؤُهُ، فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ فَلَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ- قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا الْمَثَلُ لِعُلَمَاءِ السَّوْءِ- وَ اعْلَمْ أَنَّ فِيكُمْ خَلَّتَيْنِ: الضَّحِكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ، وَ الْكَسَلَ مِنْ غَيْرِ سَهَرٍ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، رَكْعَتَانِ مُقْتَصَرَتَانِ فِي تَفَكُّرٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ وَ الْقَلْبُ سَاهٍ.

يَا أَبَا ذَرٍّ، الْحَقُّ ثَقِيلٌ مُرٌّ، وَ الْبَاطِلُ خَفِيفٌ حُلْوٌ، وَ رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ تُورِثُ حُزْناً طَوِيلًا.

يَا أَبَا ذَرٍّ، لَا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كُلَّ الْفِقْهِ حَتَّى يَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي جَنْبِ اللَّهِ أَمْثَالَ الْأَبَاعِرِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ فَيَكُونُ هُوَ أَحْقَرَ حَاقِرٍ لَهَا.

يَا أَبَا ذَرٍّ، لَا يُصِيبُ الرَّجُلُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ حَمْقَى فِي دِينِهِمْ عُقَلَاءَ فِي دُنْيَاهُمْ.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 533
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست