responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 52

68- 37- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِالرَّبَذَةِ سَأَلْتُ عَنْ قُدُومِهِ إِلَيْهَا، فَقِيلَ: خَالَفَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ عَائِشَةُ، وَ صَارُوا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَخَرَجَ يُرِيدُهُمْ، فَصِرْتُ إِلَيْهِ، فَجَلَسْتُ حَتَّى صَلَّى الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَامَ إِلَيْهِ ابْنُهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ بَكَى، وَ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُكَلِّمَكَ، وَ بَكَى.

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لَا تَبْكِ يَا بُنَيَّ، وَ تَكَلَّمْ، وَ لَا تَحِنَّ حَنِينَ الْجَارِيَةِ.

فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْقَوْمَ حَصَرُوا عُثْمَانَ يَطْلُبُونَهُ بِمَا يَطْلُبُونَهُ، إِمَّا ظَالِمُونَ أَوْ مَظْلُومُونَ، فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ النَّاسَ وَ تَلْحَقَ بِمَكَّةَ حَتَّى تَئُوبَ الْعَرَبُ وَ تَعُودَ إِلَيْهَا أَحْلَامُهَا، وَ تَأْتِيَكَ وُفُودُهَا، فَوَ اللَّهِ لَوْ كُنْتَ فِي جُحْرٍ ضَبٍّ لَضَرَبَتْ إِلَيْكَ الْعَرَبُ آبَاطَ الْإِبِلِ حَتَّى تَسْتَخْرِجَكَ مِنْهُ، ثُمَّ خَالَفَكَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ فَسَأَلْتُكَ أَنْ لَا تَتَّبِعَهُمَا وَ تَدَعَهُمَا، فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ فَذَاكَ، وَ إِنِ اخْتَلَفَتْ رَضِيتَ بِمَا قَضَى اللَّهُ، وَ أَنَا الْيَوْمَ أَسْأَلُكَ أَلَّا تَقْدَمَ الْعِرَاقَ وَ أُذَكِّرُكَ بِاللَّهِ أَنْ لَا تُقْتَلَ بِمَضْيَعَةٍ.

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّ عُثْمَانَ حُصِرَ، فَمَا ذَاكَ وَ مَا عَلَيَّ مِنْهُ وَ قَدْ كُنْتُ بِمَعْزِلٍ عَنْ حَصْرِهِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ: ائْتِ مَكَّةَ، فَوَ اللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَكُونَ الرَّجُلَ الَّذِي تُسْتَحَلُّ بِهِ مَكَّةُ، وَ أَمَّا قَوْلُكَ: اعْتَزِلِ الْعِرَاقَ وَ دَعْ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ، فَوَ اللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَكُونَ كَالضَّبُعِ تَنْتَظِرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهَا طَالِبُهَا، فَيَضَعَ الْحَبْلَ فِي رِجْلِهَا حَتَّى يَقْطَعَ عُرْقُوبَهَا[1]، ثُمَّ يُخْرِجَهَا فَيُمَزِّقَهَا إِرْباً إِرْباً، وَ لَكِنَّ أَبَاكَ يَا بُنَيَّ يَضْرِبُ بِالْمُقْبِلِ إِلَى الْحَقِّ الْمُدْبِرَ عَنْهُ، وَ بِالسَّامِعِ الْمُطِيعِ الْعَاصِي الْمُخَالِفِ أَبَداً حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمِي، فَوَ اللَّهِ مَا زَالَ أَبُوكَ مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّهِ مُسْتَأْثَراً عَلَيْهِ مُنْذُ قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حَتَّى يَوْمِ‌


[1] العرقوب من الدابّة: ما يكون في رجلها بمنزلة الركبة في يدها.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست