14، 1- 1093- 62- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ تَسْنِيمٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَخِيهِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَالِياً عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ حَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ، وَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ذَحْلٌ[1]، فَأَوْقَعَ بِهِمْ خَالِدٌ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ وَ اسْتَاقَ أَمْوَالَهُمْ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَا فَعَلَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ، وَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بِمَالٍ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَيْهِمْ دِيَاتٍ مَنْ قُتِلَ مِنْ رِجَالِهِمْ.
فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَأَدَّى إِلَيْهِمْ دِيَاتِ رِجَالِهِمْ، وَ مَا ذَهَبَ لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَ بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْمَالِ زَعْبَةٌ[2]، فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ تَفْقِدُون شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَ أَمْتِعَتِكُمْ فَقَالُوا: مَا نَفْقِدُ شَيْئاً إِلَّا مِيلَغَةَ[3] كِلَابِنَا، فَدَفَعَ إِلَيْهِمْ مَا بَقِيَ مِنَ الْمَالِ. فَقَالَ: هَذَا لِمِيلَغَةِ كِلَابِكُمْ وَ مَا أُنْسِيتُمْ مِنْ مَتَاعِكُمْ.
وَ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ فَأَخْبَرَهُ حَتَّى أَتَى عَلَى حَدِيثِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَرْضَيْتَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، يَا عَلِيُّ أَنْتَ هَادِي أُمَّتِي، أَلَا إِنَّ السَّعِيدَ كُلَّ السَّعِيدِ مَنْ أَحَبَّكَ وَ أَخَذَ بِطَرِيقَتِكَ، أَلَا إِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ خَالَفَكَ وَ رَغِبَ عَنْ طَرِيقِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ..
تم المجلس السابع عشر، و يتلوه المجلس الثامن عشر.
[1] الذحل: الثأر.
[2] الزعبة: القطعة من المال.
[3] الميلغة: الإناء يلغ فيه الكلب.