سُبْحَانَهُ مَا أَعْجَبَ مَا دُبِّرَ فِي أَمْرِكَ، وَ أَلْطَفَ مَا صُنِعَ فِي شَأْنِكَ! جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ لِحَادِثِ أُمِرَ، جَعَلَكَ اللَّهُ هِلَالَ بَرَكَةٍ لَا تَمْحَقُهَا الْأَيَّامُ، وَ طَهَارَةٍ لَا تُدَنِّسُهَا الْآثَامُ، هِلَالَ أَمْنٍ مِنَ الْآفَاتِ، وَ سَلَامَةٍ مِنَ السَّيِّئَاتِ، هِلَالَ سَعْدٍ لَا نَحْسَ فِيهِ، وَ يُمْنٍ لَا نَكَدَ فِيهِ، وَ يُسْرٍ لَا يُمَازِجُهُ عُسْرٌ، وَ خَيْرٍ لَا يَشُوبُهُ شَرٌّ، هِلَالَ أَمْنٍ وَ إِيمَانٍ وَ نِعْمَةٍ وَ إِحْسَانٍ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَ أَزْكَى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ، وَ أَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ، وَ وَفِّقْنَا اللَّهُمَّ فِيهِ لِلطَّاعَةِ وَ التَّوْبَةِ، وَ اعْصِمْنَا فِيهِ مِنَ الْآثَامِ وَ الْحَوْبَةِ، وَ أَوْزِعْنَا شُكْرَ النِّعْمَةِ، وَ اجْعَلْ لَنَا فِيهِ عَوْناً مِنْكَ عَلَى مَا نَدَبْتَنَا إِلَيْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طَاعَتِكَ وَ نَفْلِهَا، إِنَّكَ الْأَكْرَمُ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ، وَ الْأَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ".
14- 1087- 56- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبَابَةَ الْفَارِسِيُّ الْمَاوَرْدِيُّ بِعَدَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَمْرٍو الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْساً لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةُ نَبِيٍّ قَبْلِي: إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْهُ نَظَرَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) إِلَيْهِمْ، فَإِذَا نَظَرَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) إِلَى شَيْءٍ لَمْ يُعَذِّبْهُ بَعْدَهَا، وَ خُلُوفُ[1] أَفْوَاهِهِمْ حِينَ يُمْسُونَ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ مِنْهُ، وَ يَأْمُرُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) جَنَّتَهُ فَيَقُولُ: تَزَيَّنِي لِعِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ، يُوشِكُ أَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَ أَذَاهَا إِلَى جَنَّتِي وَ كَرَامَتِي، فَإِذَا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْهُ غَفَرَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) لَهُمْ جَمِيعاً.
1088- 57- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَعْشَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَ فَرْحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ خُلُوفُ فَمِ
[1] أخلف فم الصائم: تغيّرت رائحته.