يَشْعُرُونَ»[1]، «أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»[2] لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَيْثَمَا تُنْتِجُ، ثُمَّ احْتَلَبُوا طِلَاعَ الْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً وَ ذُعَافاً مُمِضّاً، هُنَالِكَ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ وَ يَعْرِفُ التَّالُونَ غِبَّ مَا أَسَّسَ الْأَوَّلُونَ، ثُمَّ طِيبُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ أَنْفُسِكُمْ لِفِتْنَتِهَا، ثُمَّ اطْمَئَنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأشاً، وَ أَبْشِرُوا بِسَيْفٍ صَارِمٍ وَ هَرْجٍ دَائِمٍ شَامِلٍ وَ اسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِينَ، يَدَعُ فَيْئَكُمْ زَهِيداً، وَ جَمْعَكُمْ حَصِيداً، فَيَا حَسْرَةً لَهُمْ وَ قَدْ عُمِّيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ «أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ»[3].
805- 56- قُرِئَ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ هِلَالِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارِ وَ أَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَزِينٍ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ ابْنُ أَخِي دِعْبِلٍ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبِي عَلِيُّ بْنُ رَزِينٍ، عَنْ أَبِيهِ رَزِينِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَوْقَفَنِي الْعَبَّاسُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا يَوْمٌ قَدْ شَرَّفْتَ فِيهِ قَوْماً، فَمَا بَالُ خَالِكَ بُدَيْلِ بْنَ وَرْقَاءَ وَ هُوَ قَعِيدُ حَيِّهِ قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): احْسِرْ عَنْ حَاجِبَيْكَ يَا بُدَيْلُ، فَحَسَرْتُ عَنْهُمَا وَ حَدَرْتُ لِثَامِي فَرَأَى سَوَاداً بِعَارِضَيَّ، فَقَالَ: كَمْ سِنُوكَ يَا بُدَيْلُ فَقُلْتُ: سَبْعٌ وَ تِسْعُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ قَالَ: زَادَكَ اللَّهُ جَمَالًا وَ سَوَاداً وَ أَمْتَعَكَ وَ وُلْدَكَ، لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَدْ نَيَّفَ عَلَى السِّتِّينَ، وَ قَدْ أَسْرَعَ الشَّيْبُ فِيهِ، ارْكَبْ جَمَلَكَ هَذَا الْأَوْرَقَ، فَنَادِ فِي النَّاسِ: إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَ شُرْبٍ، وَ كُنْتُ جَهِيراً، فَرَأَيْتُنِي بَيْنَ خِيَامِهِمْ، وَ أَنَا أَقُولُ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ
[1] سورة البقرة 2: 12.
[2] سورة يونس 10: 35.
[3] سورة هود 11: 28.