responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 323

الدُّنْيَا مُسْلِمٌ. فَقُلْتُ: وَيْحَكَ وَ مَا هُوَ قَالَ: حَيْثُ لَمْ تُنْكِرُوا مَا أَجْرَى سُلْطَانُكُمْ إِلَيْهِ.

قُلْتُ: مَا أَجْرَى إِلَيْهِ قَالَ: أَ يُكْرَبُ قَبْرُ ابْنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ تُحْرَثُ أَرْضُهُ قُلْتُ:

وَ أَيْنَ الْقَبْرُ قَالَ: هَا هُوَ ذَا أَنْتَ وَاقِفٌ فِي أَرْضِهِ، فَأَمَّا الْقَبْرُ فَقَدْ عُمِّيَ عَنْ أَنْ يُعْرَفَ مَوْضِعُهُ.

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: وَ مَا كُنْتُ رَأَيْتُ الْقَبْرِ قَبْلَ ذَلِكَ الْوَقْتِ قَطُّ وَ لَا أَتَيْتُهُ فِي طُولِ عُمُرِي، فَقُلْتُ: مَنْ لِي بِمَعْرِفَتِهِ فَمَضَى مَعِي الشَّيْخُ حَتَّى وَقَفَ بِي عَلَى حَيْرٍ[1] لَهُ بَابٌ وَ آذِنٌ، وَ إِذَا جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ لِلْآذِنِ: أُرِيدُ الدُّخُولَ عَلَى ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ). فَقَالَ: لَا تَقْدِرُ عَلَى الْوُصُولِ فِي هَذَا الْوَقْتِ. قُلْتُ: وَ لِمَ قَالَ:

هَذَا وَقْتُ زِيَارَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَعَهُمَا جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ فِي رَعِيلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ كَثِيرٍ.

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: فَانْتَبَهْتُ وَ قَدْ دَخَلَنِي رَوْعٌ شَدِيدٌ وَ حُزْنٌ وَ كَآبَةٌ، وَ مَضَتْ بِي الْأَيَّامُ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَنْسَى الْمَنَامَ، ثُمَّ اضْطُرِرْتُ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَى بَنِي غَاضِرَةَ لِدَيْنٍ كَانَ لِي عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَخَرَجْتُ وَ أَنَا لَا أَذْكُرُ الْحَدِيثَ حَتَّى إِذْ صِرْتُ بِقَنْطَرَةِ الْكُوفَةِ لَقِيَنِي عَشَرَةٌ مِنَ اللُّصُوصِ، فَحِينَ رَأَيْتُهُمْ ذَكَرْتُ الْحَدِيثَ وَ رَعُبْتُ مِنْ خَشْيَتِي لَهُمْ، فَقَالُوا لِي: أَلْقِ مَا مَعَكَ وَ انْجُ بِنَفْسِكَ، وَ كَانَتْ مَعِي نُفَيْقَةٌ، فَقُلْتُ: وَيْحَكُمْ أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ فِي طَلَبِ دَيْنٍ لِي، وَ اللَّهَ اللَّهَ لَا تَقْطَعُونِي عَنْ طَلَبِ دَيْنِي وَ تَضُرُّوا بِي فِي نَفَقَتِي، فَإِنِّي شَدِيدُ الْإِضَاقَةِ، فَنَادَى رَجُلٌ مِنْهُمْ: مَوْلَايَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ لَا يُعْرَضُ لَهُ. ثُمَّ قَالَ لِبَعْضِ فِتْيَانِهِمْ: كُنْ مَعَهُ حَتَّى تَصِيرَ بِهِ إِلَى الطَّرِيقِ الْأَيْمَنِ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَجَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ مَا رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، وَ أَتَعَجَّبُ مِنْ تَأْوِيلِ الْخَنَازِيرِ حَتَّى صِرْتُ إِلَى نَيْنَوَى، فَرَأَيْتُ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ- الشَّيْخَ الَّذِي كُنْتُ رَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي بِصُورَتِهِ وَ هَيْئَتِهِ، رَأَيْتُهُ فِي الْيَقَظَةِ كَمَا رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ سَوَاءً، فَحِينَ رَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الْأَمْرَ وَ الرُّؤْيَا، فَقُلْتُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا كَانَ هَذَا إِلَّا وَحْياً، ثُمَّ سَأَلْتُهُ كَمَسْأَلَتِي إِيَّاهُ فِي‌


[1] الحير: الحمى، و يراد به الحائر: و هو موضع فيه مشهد الإمام الحسين( عليه السّلام) سمّي لتحيّر الماء فيه.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست