responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 296

فَيَنْظُرُونَ إِلَيْكُمْ فَيَقُولُونَ: «ما لَنا لا نَرى‌ رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ»[1] يَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ، إِنَّهُ وَ اللَّهِ مَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ إِسَاءَةً مَشَيْنَا إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَقْدَامِنَا فَنَشْفَعُ فِيهِ فَنُشَفَّعُ، وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ عَشْرَةُ رِجَالٍ، وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ خَمْسَةُ رِجَالٍ، وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَتَنَافَسُوا فِي الدَّرَجَاتِ وَ أَكْمِدُوا عَدُوَّكُمْ بِالْوَرَعِ.

582- 29- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: خَدَمْتُ سَيِّدَنَا الْإِمَامَ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ وَدَّعْتُهُ، وَ قُلْتُ: أَفِدْنِي. فَقَالَ: بَعْدَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، يَا جَابِرُ! قُلْتُ: نَعَمْ إِنَّكُمْ بَحْرٌ لَا يُنْزَفُ وَ لَا يُبْلَغُ قَعْرُهُ.

فَقَالَ: يَا جَابِرُ، بَلِّغْ شِيعَتِي عَنِّي السَّلَامَ، وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُ لَا قَرَابَةَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، وَ لَا يُتَقَرَّبُ إِلَيْهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ لَهُ.

يَا جَابِرُ، مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ أَحَبَّنَا فَهُوَ وَلِيُّنَا، وَ مَنْ عَصَى اللَّهَ لَمْ يَنْفَعْهُ حُبُّنَا.

يَا جَابِرُ، مَنْ هَذَا الَّذِي يَسْأَلُ اللَّهَ فَلَمْ يُعْطِهِ، أَوْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكْفِهِ، أَوْ وَثِقَ بِهِ فَلَمْ يُنْجِهِ! يَا جَابِرُ، أَنْزِلِ الدُّنْيَا مِنْكَ كَمَنْزِلٍ نَزَلْتَهُ تُرِيدُ التَّحْوِيلَ عَنْهُ، وَ هَلِ الدُّنْيَا إِلَّا دَابَّةٌ رَكِبْتَهَا فِي مَنَامِكَ فَاسْتَيْقَظْتَ وَ أَنْتَ عَلَى فِرَاشِكَ غَيْرُ رَاكِبٍ وَ لَا آخِذٍ بِعِنَانِهَا، أَوْ كَثَوْبٍ لَبِسْتَهُ أَوْ كَجَارِيَةٍ وَطِئْتَهَا.

يَا جَابِرُ، الدُّنْيَا عِنْدَ ذَوِي الْأَلْبَابِ كَفَيْ‌ءِ الظِّلَالِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِعْزَازٌ لِأَهْلِ دَعْوَتِهِ، الصَّلَاةُ تَثْبِيتٌ لِلْإِخْلَاصِ وَ تَنْزِيهٌ عَنِ الْكِبْرِ، وَ الزَّكَاةُ تَزِيدُ فِي الرِّزْقِ، وَ الصِّيَامُ وَ الْحَجُّ تَسْكِينُ الْقُلُوبِ، الْقِصَاصُ وَ الْحُدُودُ حَقْنُ الدِّمَاءِ، وَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ نِظَامُ الدِّينِ، وَ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ‌ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ هُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ‌.


[1] سورة ص 38: 62.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست