responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 152

17 250- 2- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ السَّرِيِّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ، فَدَخَلَ مُحَمَّدٌ دَارَ الدَّوَابِّ، فَضَرَبَتْهُ دَابَّةٌ فَخَرَّ مَيِّتاً، وَ وَقَعَتْ فِي رِجْلِ عُرْوَةَ الْأَكِلَةُ[1]، وَ لَمْ تَدَعْ‌[2] وَرِكَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: اقْطَعْهَا، فَقَالَ: لَا، فَتَرَقَّتْ إِلَى سَاقِهِ فَقَالَ لَهُ: اقْطَعْهَا وَ إِلَّا أَفْسَدَتْ عَلَيْكَ جَسَدَكَ، فَقَطَعَهَا بِالْمِنْشَارِ وَ هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ، وَ قَالَ: لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً.

وَ قَدِمَ عَلَى الْوَلِيدِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ قَوْمٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ فِيهِمْ رَجُلٌ ضَرِيرٌ، فَسَأَلَهُ الْوَلِيدُ عَنْ عَيْنِهِ وَ سَبَبِ ذَهَابِهَا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بِتُّ لَيْلَةً فِي بَطْنِ وَادٍ، وَ لَا أَعْلَمُ عَبْسِيّاً تَزِيدُ حَالُهُ عَلَى حَالِي، فَطَرَقَنَا سَيْلٌ، فَذَهَبَ مَا كَانَ لِي مِنْ أَهْلٍ وَ وَلَدٍ وَ مَا غَيْرُ بَعِيرٍ وَ صَبِيٍّ مَوْلُودٍ، وَ كَانَ الْبَعِيرُ صَغِيراً صَعْباً فَنَدَّ[3]، فَوَضَعْتُ الصَّبِيَّ، وَ أَتْبَعْتُ الْبَعِيرَ، فَلَمْ أُجَاوِزْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى سَمِعْتُ صَيْحَةَ ابْنِي، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَ رَأْسُ الذِّئْبِ فِي بَطْنِهِ يَأْكُلُهُ، وَ لَحِقْتُ الْبَعِيرَ لِأَحْتَبِسَهُ فَنَفَحَنِي بِرِجْلِهِ فِي وَجْهِي فَحَطَمَهُ وَ ذَهَبَ بِعَيْنِي، فَأَصْبَحْتُ لَا مَالَ لِي وَ لَا أَهْلَ وَ لَا وَلَدَ وَ لَا بَصَرَ. فَقَالَ الْوَلِيدُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى عُرْوَةَ لِيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ بَلَاءً.

وَ شَخَصَ عُرْوَةُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ وَ الْأَنْصَارُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَدْ صَنَعَ اللَّهُ بِكَ خَيْراً، وَ اللَّهِ مَا بِكَ حَاجَةٌ إِلَى الْمَشْيِ.

فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعَ اللَّهُ بِي! وَهَبَ لِي سَبْعَةَ بَنِينَ فَمَتَّعَنِي بِهِمْ مَا شَاءَ، ثُمَّ أَخَذَ وَاحِداً وَ تَرَكَ سِتَّةً، وَ وَهَبَ لِي سِتَّةَ جَوَارِحَ مَتَّعَنِي بِهِنَّ مَا شَاءَ ثُمَّ أَخَذَ وَاحِدَةً وَ تَرَكَ خَمْساً: يَدَيْنِ، وَ رِجْلًا وَ سَمْعاً وَ بَصَراً. ثُمَّ قَالَ: إِلَهِي لَئِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ،


[1] الأكلة: الحكّة، و داء في العضو يأتكل منه.

[2] ودع يدع: سكن و استقرّ.

[3] ندّ البعير: نفر و شرد.

نام کتاب : الأمالي - ط دار الثقافة نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست