عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ انْتَهَكُوا مِنْهُ، وَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَائِلٌ[1] فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأُتِيَ بِقَوْلِهِمْ فَثَارَ مِنْ نَوْمِهِ فِي إِزَارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، فَقَصَدَ نَحْوَهُمْ وَ رَأَوُا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَا لَكُمْ وَ علي [عَلِيّاً]! أَ مَا تَدَعُونَ عَلِيّاً، أَلَا إِنَّ عَلِيّاً مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُ، مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي، مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي.
216- 29- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ بْنُ حَوْطٍ اللَّيْثِيُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَرَى طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ عَائِشَةَ احْتَجُّوا إِلَّا عَلَى حَقٍّ فَقَالَ: يَا حَارِثُ، إِنَّكَ إِنْ نَظَرْتَ تَحْتَكَ وَ لَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ جُزْتَ عَنِ الْحَقِّ، إِنَّ الْحَقَّ وَ الْبَاطِلَ لَا يُعْرَفَانِ بِالنَّاسِ، وَ لَكِنْ اعْرِفِ الْحَقَّ بِاتِّبَاعِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَ الْبَاطِلَ بِاجْتِنَابِ مَنِ اجْتَنَبَهُ.
قَالَ: فَهَلَّا أَكُونَ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):
إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَ سَعْداً أَخْذَلَا الْحَقَّ وَ لَمْ يَنْصُرَا الْبَاطِلَ، مَتَى كَانَا إِمَامَيْنِ فِي الْخَيْرِ فَيُتَّبَعَانِ!.
217- 30- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَشْعَرِيُّ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ اسْتَضْحَكَ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: مَا أَضْحَكَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَدَامَ اللَّهُ سُرُورَكَ قَالَ: ذَكَرْتُ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ قَدْ غَشِيَكَ بِسَيْفِهِ فَاتَّقَيْتَهُ وَ وَلَّيْتَ.
فَقَالَ: أَ تُشْمِتُ بِي يَا مُعَاوِيَةُ، وَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا يَوْمٌ دَعَاكَ إِلَى الْبِرَازِ فَالْتَمَعَ
[1] أي نائم القيلولة.