نام کتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي نویسنده : الذهبي، عباس جلد : 1 صفحه : 44
القرآن الكريم والحديث الشريف ، ثم يفضى إلى ذكر الغرض ، وهو خطبة المرأة وذكر مواصفاتها الصالحة وإيمانها وما إلى ذلك ، وفي السيرة النبوية وتراث الأئمة المعصومين عليهم السلام كثير من الخُطب المأثورة عنهم عليهم السلام في الزواج ، منها خطبة الإمام الرضا عليه السلام لنفسه في زواجه من أم حبيبة ، وخطبة ولده الإمام الجواد عليه السلام لنفسه في زواجه من أم الفضل ، وغيرهما.
ويستحب الإعلان عن العقد والإشهاد عليه ، وإيقاعه ليلاً الإمام الصادق عليه السلام :« زفّوا عرائسكم ليلاً ، وأطعموا ضُحى » [١].
ويستحب الوليمة عند الزفاف يوماً أو يومين ، وأن يُدعى لها المؤمنون.
واتضح من خلال هذه المراسيم أن السمة الغالبة عليها هي عبادية فضلاً عن كونها اجتماعية ، توجّه الزوجين للارتباط بالله تعالى واستمداد العون والتوفيق منه ، ثم يتخللها أداء الصلاة والأذكار وقراءة القرآن والاطعام الذي يُذكر فيه ـ عادة ـ الجيران ويشمل الفقراء والمساكين.
ثم تأتي مراسيم الزفاف ، ومما يدل على أهميتها أنه ( لما كانت ليلة الزفاف ـ لفاطمة على الإمام عليّ عليهما السلام ـ أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببغلته الشهباء ، وثنى عليها قطيفة ، وقال لفاطمة :« اركبي » ، وأمر سلمان رضي الله عنه أن يقودها ، والنبي … صلى الله عليه وآله وسلم يسوقها ، وكبّر صلى الله عليه وآله وسلم فوضع التكبير على العرائس من تلك الليلة ) [٢]. وهكذا تتم هذه المراسيم العالية في أجواء من الطهر والفضيلة ، تتفجر فيها ينابيع المشاعر والأحاسيس الخيّرة ، وتنطلق فيها الدعوات المخلصة إلى الله تعالى لكي يبارك للعروسين حياتهما الجديدة.