نام کتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي نویسنده : الذهبي، عباس جلد : 1 صفحه : 20
ويدل عليه قوله تعالى : ( .. فما استَمتَعتُم بهِ مِنُهنَّ فآتوهُنَّ أُجورهُنَّ فَريضَةً .. )[١].
يقول العلاّمة الطباطبائي في معرض تفسيره للآية المتقدمة : ( والمراد بالاستمتاع المذكور في الآية نكاح المتعة بلاشك ، فإنّ الآية مدنيّة نازلة في سورة النساء في النصف الأول من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة على ما يشهد به معظم آياتها ، وهذا النكاح ـ أعني المتعة ـ كان دائراً بينهم معمولاً عندهم في هذه البرهة من الزمن من غير شك ، وقد أطبقت الأخبار على تسلّم ذلك ، وأصل وجوده بينهم بمرأى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومسمع منه لاشكّ فيه ، وكان اسمه هذا الاسم ، ولا يعبّر عنه إلاّ بهذا اللفظّ ، من كون قوله تعالى : (فما استَمتَعتُم بهِ مِنُهنَّ) محمولاً عليه مفهوماً منه هذا المعنى .. وجملة الأمر أنَّ المفهوم من الآية حكم نكاح المتعة ، وهو المنقول عن القدماء من مفسري الصحابة والتابعين كابن عباس وابن مسعود وأُبيّ بن كعب وقتادة ومجاهد والسدّي وابن جبير والحسن وغيرهم ، وهو مذهب أئمة أهل البيت عليهم السلام ) [٢].
ويمكننا أن ننظر إلى هذا النوع من الزواج ـ الذي يحاول البعض إثارة الجدل حوله ـ من زاوية العقل ، فالملاحظ أنّ الناس ليس كلهم بقادر على الزواج الدائم سيّما في هذا العصر لأسباب اقتصادية ، أو اجتماعية ، أو نفسية أو غيرها. فيدور الأمر بين ثلاثة أمور : إما الكبت الجنسي الموجب لأمراض خطيرة ، وأما الفساد والرذيلة الذي يؤدي إلى تفكك بناء العائلة والمنظومة الاجتماعية وامتهان الكرامة الإنسانية ، وانعدام النسل السليم وانتشار الأمراض ، وأما
[١]) سورة النساء : ٤ / ٢٤. [٢] تفسير الميزان ٤ : ٢٧١ ـ ٢٧٢.
نام کتاب : الأسرة في المجتمع الإسلامي نویسنده : الذهبي، عباس جلد : 1 صفحه : 20