نام کتاب : النظام العائلى ودور الأسرة في البناء الاجتماعي الاسلامى نویسنده : الأعرجي، زهير جلد : 1 صفحه : 26
نقد
النظرية التوفيقية
وقد ركزت النظرية التوفيقية ، في
معالجتها لدور المؤسسة العائلية في حفظ المجتمع الانساني ، على الوظائف الاجتماعية
التي تقوم بها تلك المؤسسة ، دون ان تكترث لدراسة دور الرجل والمرأة في إدارة
النظام العائلي ، وتحليل علاقتهما الزوجية ضمن حدود العرف الاجتماعي. فلم تستطع
النظرية ان تقدم تصوراً عاماً حول واجبات الزوجين وحقوقهما ، ومسؤوليتهما الشرعية
أو القانونية تجاه بعضهما البعض أولاً ، وتجاه اليافعين في
نظامهما العائلي ثانياً. ولم تتطرق النظرية أيضاً ، الى حقوق الافراد المنتسبين
الى العائلة الواحدة في الارث والنفقة والتملك. ولم تتناول شكل العلاقة الزوجية ،
ودورالطاعة أو النفقة في تحديد الغريزية بين الرجل والمرأة.
ولو كانت النظرية صادقة ودقيقة في
تحليلها ، فلماذا اذن ، تجاهلت تحليل ظاهرة العنف في العائلة الرأسمالية ، مقابل
الحب والحنان في العائلة المثالية التي تزعم بوجودها في كل المجتمعات الانسانية
وبضمنها المجتمع الرأسمالي؟ مع علم النظرية مسبقاً بأن الجرائم الواقعة بين أفراد
العائلة الواحدة ، خصوصاً بين الزوج والزوجة ، تشكل أكثر من عشر
اجمالي الجرائم الجنائية السنوية في الولايات المتحدة مثلاً [١]. فاذا كانت العائلة مصدراً للحب
والحنان ، فكيف تفسر النظرية التوفيقية حوادث الاعتداء
١ ـ ( روبرت )
الانفصال الزوجي. نيويورك : الكتب الاساسية. ١٩٧٥ م.
نام کتاب : النظام العائلى ودور الأسرة في البناء الاجتماعي الاسلامى نویسنده : الأعرجي، زهير جلد : 1 صفحه : 26