فأما ما رواه محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير [١]؛ ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، جميعاً ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة [ عن أبي جعفر 7
] [٢]قال : « إذا كان الماء أكثر من راوية لم ينجّسه شيء ، تفسّخ فيه أو لم يتفسّخ فيه ؛ إلاّ أنّ يجيء له ريح تغلب على ريح الماء ».
فليس ينافي ما قدّمناه من الأخبار ؛ لأنّه [ قال ] [٣] « إذا كان الماء أكثر من راوية » فتبيّن أنّه [ إنّما ] [٤] لم يحمل نجاسة إذا زاد على الراوية ، وتلك الزيادة لا يمتنع أنّ يكون المراد بها ما يكون به تمام الكرّ.
وحريز لا ارتياب فيه عند المتأخرين ، وإنّ كان فيه نوع كلام في الرجال ، ففي النجاشي : كان ممّن شهر السيف في قتال الخوارج بسجستان في حياة أبي عبد الله 7 وروى أنّه جفاه ، وحجبه عنه [٦].
وفي الكشي : ذكر في حذيفة بن منصور حديثاً معتبر الاسناد عن
[١] في الاستبصار ١ : ٦ : محمد بن أبي عمير. [٢] ما بين المعقوفين أثبتناه من الاستبصار ١ : ٧. [٣] ما بين المعقوفين أضفناه من الاستبصار ١ : ٧ / ٤. [٤] ما بين المعقوفين أضفناه من الاستبصار ١ : ٧ / ٤. [٥] راجع ص : ٤٦ ٥٣. [٦] رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٧٥.