وأمّا أبو خديجة فهو سالم بن مكرم ، وقد وثقه النجاشي [١] ، والشيخ له فيه اضطراب ، فضعّفه في موضع [٢] ووثّقه في آخر [٣] ، وقد قدمنا ما يتضح به الحال.
المتن :
لا مجال لإبقائه على ظاهره ، لنقل الشيخ عدم القول بذلك ، ووجود أخبار معتبرة على خلافه ، والاستحباب وجه حسن
للجمع ، والله أعلم.
قال :
فأما ما رواه أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد ، عن بعض أصحابنا قال : كنت مع أبي عبد الله 7في طريق مكة فصرنا إلى بئر فاستقى غلام أبي عبد الله 7
دلواً فخرج فيه فأرة [٤]فقال أبو عبد الله 7: « أرقه » فاستقى آخر فخرجت فيه فأرة فقال أبو عبد الله 7: « أرقه » قال [٥]فاستقى الثالث فلم يخرج فيه شيء ، قال : « صبّه في الإناء » فصبّه في الإناء.
فأوّل ما في هذا الخبر أنّه مرسل ، وراويه ضعيف وهو علي بن حديد ، وهذا يضعّف الاحتجاج بخبره.
ويحتمل مع تسليمه أنّ يكون المراد بالبئر المصنع الذي فيه من
[١] رجال النجاشي : ١٨٨ / ٥٠١. [٢] الفهرست : ٧٩ / ٣٢٧. [٣] حكاه عنه العلاّمة في الخلاصة : ٢٢٧. [٤] في الاستبصار ١ : ٤٠ / ١١٢ : فاردَان. [٥] في الاستبصار ١ : ٤٠ / ١١٢ لا يوجد : قال.