أمّا لو زال التشميس [١] فالعلاّمة في التذكرة قال : احتمل بقاء الكراهة لعدم خروجه عن كونه مسخناً [٢].
وفي الذكرى قطع الشهيد بالبقاء [٣] ، وتبعه جماعة ؛ مستدلّين بالاستصحاب ، والتعليل بخوف البرص ، وبصدق الاسم بعد الزوال ؛ إذ المشتق لا يشترط فيه بقاء أصله [٤].
وفي الاستصحاب بحث ، وكذلك القول في المشتق ؛ لأنّ عدم اشتراط البقاء إنّما يكره زواله بطريان وصفٍ وجوديٍ يضادّه ، وفي المقام قد تحقّق المضادّ.
وما أجاب به الوالد 1 عن هذا : بأنّ الاشتقاق هنا من التسخين لا من السخونة [٥] ؛ ففيه نظر واضح.
وذكر بعض فضلاء المتأخّرين بأنّ الكراهة مشترطة بقلّة الماء [٦] ، وظاهر جماعة من المتأخّرين عدم الفرق [٧] ؛ لإطلاق النص والتعليل ، وفي المقام كلام ، إلاّ أنّ ضعف المستند يسهل الخطب ، والله تعالى أعلم.
[١] في « د » : التسخين. [٢] التذكرة ١ : ١٣. [٣] الذكرى ١ : ٧٨. [٤] منهم الشهيد الثاني في المسالك ١ : ٢٢ ، وروض الجنان : ١٦١. والكركي في جامع المقاصد ١ : ١٣٠ ، والأردبيلي في مجمع الفائدة ١ : ٢٩١. [٥] معالم الفقه : ١٧٣. [٦] مجمع الفائدة والبرهان ١ : ٢٩٢. [٧] صرّح به الشهيد الثاني في المسالك ١ : ٢٢ ، واستظهره في روض الجنان : ١٦١ ، والكركيّ في جامع المقاصد ١ : ١٣١.