لا يوافق ذلك ، بل لا بُدّ من تخصيص كلام الشيخ ، فلا يتم نقل القول على الإطلاق ، وربما يستفاد من تعليله الآتي ما يتناول السنور ، ولا مانع من سؤره.
ثم التعليل في الرواية بأنها من السباع موجود أيضا في روايات أُخر [١] وربما دل على طهارة سؤر جميع السباع ، وفي بعض الروايات ما يقتضي أنّ السبع ما يأكل اللّحم [٢].
وأمّا الحديث الثاني فهو صريح في طهارة سؤر السباع ، إلاّ أنّ ذكر الوحش قد يأبى تفسير السباع بما تأكل اللّحم ، والجمع ليس بعسير لو صحت الأخبار الدالة على تفسير السباع.
وما تضمنته الرواية من قوله : فلم أترك شيئاً. الظاهر أنّ المراد به ما خطر في باله ؛ لأنّه ينفي من الحيوان الذي عينه نجسة غير الكلب كما لا يخفى ، ( أو أنّ المراد لم أترك ممّا قلته ، وفيه بعد ) [٣].
ثم ما تضمّنته من الأمر بالغَسل من دون تقييد بالمرتين هو الموجود في التهذيب [٤] أيضاً ، إلاّ أنّ العلاّمة في المنتهى [٥] والمحقق في المعتبر [٦] نقلاه بلفظ مرّتين ، وفي المختلف نقله كما هنا من غير لفظ مرّتين [٧] ، ولا يخلو من غرابة.
[١] الوسائل ١ : ٢٢٧ أبواب الأسآر ب ٢. [٢] الوسائل ٢٤ : ١١٥ أبواب الأطعمة المحرمة ب ٣ ح ٧. [٣] ما بين القوسين ليس في « رض ». [٤] التهذيب ١ : ٢٢٥ / ٦٤٦. [٥] المنتهى ١ : ١٨٨. [٦] المعتبر ١ : ٤٥٨. [٧] المختلف ١ : ٦٤.